الخطى/عبد العزيز حسين علي
جائت من أقصى جنوب البصرة حيث المكان الذي تغيرت فيه الكثير من الشواهد و الصور عدا بعض سفن الصيد و الشباك المتناثرة قرب جرف ظل صامدا أمام أنواع القذائف المدينة التي درست إلى الأبد وما بقيّ عالقا في أذهان القدماء منها يؤكد ذلك الإختلاف الكبير.
فاطمة خليل المطوري ٣٤ عام فنانة من ناحية الفاو جنوب البصرة تهتم بجانب فريد من نوعه ضمن الفنون التشكيلية حيث أنها تقوم باستخدام الورق المقوى المخصص لصناعة صناديق تعبئة المواد والسلع المعروف محليا باسم ( الكارتون ) لتعيد تدويره من خلال ترتيبه باشكال هندسية و رسم لوحات متنوعة لشخصيات عالمية ومناظر وأفكار أخرى مستغلة بذلك طبيعة المادة وخامتها فضلا الحركة الفنية التي تنعكس على منظور اللوحة من الطبقات المتعددة للكارتون و التعرجات الداخلية التي من خلالها يظهر الشكل المرسوم بطريقة إبداعية مبتكرة.
تهتم المطوري بالرسم منذ طفولتها حيث بقيت متواصلة مع موهبتها طوال هذه السنين حتى بدت لها فرصة لعرض نتاجها لأول مرة ضمن فعاليات شارع الفراهيدي للثقافة والكتاب الذي طالما يشرع أبوابه أمام كل موهوب ومتذوق للفن والأدب.
١٤ لوحة من الكارتون نالت إعجاب رواد الشارع الثقافي حيث أشاد البعض بالإمكانية التي تمتلكها فاطمة وهي تتعامل مع هذه المواد سيما اختيارها للشخصيات المميزة كموضوع لها.
جاءت وهي تحمل لوحاتها بكل حب و أمل متحديةً بذلك مشقة الطريق البعيد وما تحفه من مخاطر لتظهر لنا جانبا من شغفها و قوة اختيارها للحياة وهي تعد بالمزيد من العطاء في قادم الأيام.
