نحن المرضى وانتم السالمون

بقلم: عباس فاضل السلطان
بعد التوكل على اللّٰه باعث الهمم، منزل الجود والعطاء والكرم، العالم بخفايا الوجود، الأبدي السرمدي، الاقرب منا الينا، نستجير به، ونستعين بحبله المتين، ها هنا يبدأ الحوار بيني وبين صديقي المتبقية ايامٌ على وفاتهِ هكذا حدثنا الطبيب المقيم!
– صديقي المريض :- ماذا تتكلم هل يعلم اللّٰه بحجم ألمي؟ هل يعلم اللّٰه بحرقة العلاج الكيميائي؟
الطبيب أعرف بعملة قال لي الموت حليفك قريباً!!!
– أنا ( الكاتب ) متحدثاً :-
– هل سافرت يوماً على متن طائرة؟
– نعم
– هل جلست على متن قارباً؟
– نعم
– هل أصاب أحد أفراد عائلتك فايروس كورونا؟
– نعم
– هل تعطلت مكابح السيارة بك وأنت تقودها؟
– كلا
– هل تعرضت لحادث سير يوماً؟
– نعم
– هل ذهبت يوماً في طفولتك إلى ديلاب الهواء؟
– نعم
– هل ماتت قطة جاركم من الجوع يوماً؟
– كلا
– هل مات ابن عمك بعد تعرضة للتيار الكهربائي؟
– كلا
– هل ماتت أختك بولادتها بعد أن منعها الطبيب من عدم الأنجاب؟
– كلا
– هل فكرت بالاسئلة التي طرحتها عليك أعلاه؟
– نعم
لقد أوجد اللّٰه بلطفه تولى كل شئ، اما بعد …
مرت سبع سنوات وصديقي يعاني من مرض السرطان، ولم اي ثمن لدفع قيمة الدواء، ولايستطيع أهل المريض أن يدخلوه الى مشفى أهلي؛ أو السفر به خارج البلاد، سبع سنوات بين مشفى حكومي ومنزلة، تاركاً الألتحاق بالمدرسة الأعدادية.
الطبيب كان يراهن على موته لابل الجميع.
وتحت ظروف مؤلمة يمر بها البلد والأهل والأصدقاء ألا أنا الوحيد المتفائل الذي أريد أن اكسب الرهن على بقائه.
قبل أن القيام بسردي للقصة أقف متسائلاً :-
– من هو الطبيب ومن هو الطيار ومن هو القبطان؟؟
– وهل نحن نضع أرواحنا واعناقنا بأيديهم ؟
لا اقصد الإساءة لخبراتهم ولكن …
خالقهم وحاميهم ومعلمهم من؟ أليس اللّٰه تعالى؟؟؟
مستأنفاً تلك التساؤلات ذاهباً بكم الى صديقي اللامريض، بعد تلك السنوات العجاف هل مات؟؟؟
كلا كلا كلا لم يمُت بل تعافى وكسبت معركتي مع الجميع، ها هو معافى ويعمل رئيس مهندسين في أحدى الشركات النفطية، بعد أن اكمل دراسته الأكاديمية بينما الذين تراهنوا على موته، شخص توفي خلال 20 يوم أثر اصابته بفايروس كورونا، والآخر خلال 20 ساعة أثر جلطة دماغية والآخر خلال 20 دقيقة بحادث دراجة نارية …
عندما تحيا أنفسنا بالأمل والتفائل ونصنع من المستحيل اللا مستحيل
ختاماً:
ياقرة عيني، وموضع أفتخاري ، أنا اليوم الى جانبكم اينما كنتم أخيكم ( عباس السلطان ) من العراق يستجدي منكم أبتسامة هل تبخلون بها عليه ؟؟
أحبكم أبطال
أستمروا في خوضكم هذا الجهاد
ولكم مني الدعاء الخالص

اخبار ذات صلة

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *