كتاب الخطى

مِن أمراض هذه الحضارَة

بقلم: أساور عاد البهادلي
إياك إن تستبدل المُسمَّيات فتسمىٰ المُحتَال بالذڪي والإنحلال بالحُريَّة الشخصية والرذيلة فَناً  والإستغلال مَعُونة والبُخَـس تِجارة والرياء دين والعبودِيَّة إلتزام
فليس كُلّ من طأطأ رأسة مُتوَاضِع
ولاكُلّ من لَبِسَ العمامة شيخاً
ولاكُلّ من إعتلَىٰ الخيل فارساً
ولاكُل من شرَح الدروس مُعلماً
ولاكُلّ مِن إمتلك مَهارَة هو عالماً
ولاكُلّ من قرأ الكتاب هو قارئاً
ولاكُلّ من كتب الصُّحُف هو مؤلفاً
ولاكُل من إِستبهَم في تعبيراتة فيلسوفاً
ولاكُلّ جَمجَمَ بلسانة هو ذاكراً
ولاكُلّ من اخشَوشنَ فيّ حياتة هو زاهداً
ولاكُلّ من قهقهة ثَغره مسروراً

فالإستبدال ماهو إلا تضليل لحقيقة تلك المُسمَّيات مِن أفواه القائلين بالغيريَّة فيعمىٰ المالك عَما يملُك وصاحب الكنوز عَن كنزه وتسود الكذبة ويصوم الناس عَن الخطيئة

هؤلاء حتّىٰ النار تتصاعد إشمئزازاً عندما نعرضهم عليها، وإذا عرضتهم علىٰ إبناء السلطة وزعانف الأقلام وجدتهم معهم بنفس الفكرة

وأخيراً لننفض تلك المُسميات ونبني لنا عشناً خاوياً مِن تلك المُسمَّيات، ونجعَل نفوسنا نبيلة أمام تلك التمويهات لأنها أمراض أمام عقولنا
بلَّ وتقديس تلك الكلمات ماهي الا قتلاً لحقيقة الحياة
فطأطة رؤسكم لاتنيلكم التواضع وإستبهامكم للمَعاني لايجعلكم فلاسفة
إياك إن تحيا وكُل شيء باطلاً فيّ هذه الحياة فلا تكونوا مِن فئة المُحتاليّن المُتكاسلين بلَّ اطردوا تلك المُسمَّيات وضعوا حدودكم المُقدسة وتذوقوا لذة الحياة بإنسانيتكم النبيلة بعيداّ عَن تلك المُنحدرات حتّىٰ لاتكونوا اوَّل المُتدحرجيّن  فتلك المَساَّلك والمسمَّيات لايجوبها إلا أصحاب العقول الفاسدة يسودها الظلام والظلم فلا يلوح عليها الأمل ولاتُسمىٰ فيما بَعد شعوباً أو أُمم
فما علينا ليسَ فقط العيشَ والعمل بلَّ علينا ايضاً إنْ نرتقي عن تلك المُسمَّيات ولتڪُن ذواتڪم مدخلكم الىٰ المُرتقىٰ، فما عليك سوىٰ البحث والإجتهاد من دون إن تجُرك تلك المُسمَّيات الىٰ طريق يُضلك.

Alkhutaa News

وكالة عراقية إخبارية مستقلة شاملة مملوكة إلى «مؤسسة الخطى للثقافة والإعلام» غير التجارية. معتمدة في نقابة الصحفيين العراقيين بالرقم 1933

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى