بقلم: نجوان حكمت
تتميز الدعوة المحمدية التي حملها سيدنا رسول اللهﷺ عن الرسالات السابقة كلها بجملة خصائص في مقدمتها (ركائز الإيمان ص 338)
•إنها رسالة عالمية .
•إنها تحقق المصلحة و تدفع المفسدة .
•رحمة الدعوة المحمدية .
يشدد الفكر الأحمدي على الاعتقاد بأن الإسلام هو الوحي النهائي للبشرية كما أوحي لمحمد وضرورة استعادته إلى (شكله الأول الحقيقي الذي ضاع عبر القرون)وفقا للأحمدية. يعتبر أتباعه أن أحمد ظهر كالمهدي (أي يحمل صفات يسوع وفقًا لتفسيرهم للنبوءات الكتابية) لإحياء الإسلام وإطلاق نظامه الأخلاقي الذي من شأنه أن يحقق السلام الدائم.
الدعوة التي جاء بها الإسلام توصف بالعالمية، بمعنى أنها للناس كافة لا يحدها مكان ولا يحويها زمان ولا يخلو واقع الناس في حياتهم من حكم شرعي مقتبس منها إنها الرسالة العامة والشاملة والخاتمة جاءت لهداية الناس على اختلاف أجناسهم وألوانهم ولغاتهم وعاداتهم وتقاليدهم في أي نقطة من هذه الأرض قال الله تعالى: (تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا)(الفرقان:1)ولم يقل الله تعالى العالم وإنما قال (العالمين)قال القرطبي: (العالمين هنا الإنس والجن لأن النبي قد كان رسولا إليهما ونذيرا لهما وأنه خاتم الأنبياء) فالعالمين هنا بمعنى الخلق أجمعين في زمنه وبعد زمنه إلى قيام الساعة إن هذه العالمية ليست من اختلاق النبي ولا من اختراع المسلمين وإنما نطق بها رب العالمين في القرآن الكريم بعد أن بث فيها من المقومات والعناصر والمؤهلات والصفات ما يضمن لها ذلك وكل ذلك لمقاصد عالية وغايات سامية فيها مصالح الخلق في كل العالم إلى قيام الساعة إنها رسالة عالمية أعدها العليم الخبير لهذا العالم كله عالمية الرحمة (وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين) الأنبياء فالله تعالى أعد رسالته الشاملة و العامة ليخاطب بها البشرية جمعاء ويخرجها من التردي والهبوط في مهاوي الظلال والهلاك تلك هي آيات الرحمة العامة التي جاءت بها الدعوة المحمدية العالمية، فإن محمدا الإنسان الكبير جاء إلى الأجناس كافةً بدين: (يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كان عليهم)(الأعراف:157)وإن الناظر المنصف في مضمون هذه الرسالة وما جاءت به من تشريع، وما تهدف إليه من مقاصد يرى بأنها جمعت من المقومات والمؤهلات
الأساسية لقيام حضارة عالمية إنسانية شاملة وحقائق التاريخ والسيرة النبوية شاهدة على ذلك فقد حقق النبي في مجتمع المدينة المنورة الجديد النواة الأولى والأساسية لهذه الحضارة العالمية بما أرساه من قيم ومبادئ الأخوة والمساواة والحرية والتكافل و التناصر والتآزر والولاية والإيثار والتضحية بالأموال والأنفس حتى يحافظ على كيان الدولة الأولى في الإسلام بمنهج وأسلوب لم يُسبق إليه في تاريخ المجتمعات البشرية وهذه الورقة هي محاولة لبيان المؤهلات الأساسية والمقوِّمات الرئيسية لعالمية الرسالة المحمدية، وكشف أهم المقاصد والغايات التي جاءت لتحقيقها في واقع الإنسان وإنّ من أهم ما تميّزت به الرسالة المحمدية هي عالميتها؛ فهي رسالة تصلح للعالم أجمع على اختلاف أعراق البشر وأجناسهم، وقد تجلّت هذه الخاصّيّة في الأفعال التي قام بها النبي ﷺ في تبليغها.حيث قام النبي ﷺ بعد تأسيس الدولة الإسلاميّة وإنشائها بإرسال السفراء إلى القادة والزعماء ليدعوهم إلى التمسك بالدين وتطبيقه لينالوا النجاة والسعادة في الدارين وقد دلّ قول الله – تعالى-: (وما أَرسَلناك إِلَّا رحمةً للعالمين)على عالمية الدعوة المحمدية.
وأكد رسول الله ﷺ على أنّ الدين الإسلامي قد نزل للعالم أجمع في قوله: (أعطيتُ خمسًا لَم يعطهن أحد قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر وجعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا، فأيما رجلٍ من أُمتي أدركتهُ الصلاة فليصل وأحلت لي المغانم ولَم تحل لأحد قبلي وأُعطيت الشفاعة، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصةً وبعثت إلى الناسِ عامةً)،فرسالة النبي ﷺ
آخر ما ميز الله تعالى به الرسالة المحمدية عن غيرها هي أنها خاتمة للرسالات السماوية فلا دين بعد الإسلام ولا نبي بعد محمد ﷺ ولا رسالة بعد رسالته حيث قال الله تعالى: (ما كان محمد أَبا أحدٍ من رجالكم ولكن رسول اللَّه وخاتم النبيين وكان اللَّه بكل شيء عليما).وقد قال النبي ﷺ(فضلت على الأنبياء بست: أعطيت جوامع الكلم ونصرت بالرعب وأحلت لي الغنائم وجعلت لي الأرض طهورًا ومسجدًا وأُرسلت إلى الخلق كافة وختم بي النبيون)
فهل لنا أن نأمل فى أن يستوعب المسلمون الرسالة المحمدية على حقيقتها ويعودوا لمنطق العقل وتسيُد العِلم؟ كما أخبرنا سبحانه وتعالى (إنما يخشى اللهَ من عباده العلماء)فى إشارة إلى أن العلماء هم أفضل الناس بعلمهم لأنهم يُعمِلون عقولهم أعظم منحة إلاهية للإنسان؟ وسلام على النبى محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.
101 3 دقائق