كشف مستشار الأمن القومي، قاسم الأعرجي، اليوم السبت، عن “رقم مهول” لعدد العراقيين دون سن 18 عاماً في مخيم الهول السوري.
وقال الأعرجي، خلال الجلسة الحوارية في منتدى أنطاليا الدبلوماسي المنعقد في تركيا والموسومة (تحديات جديدة في مكافحة الإرهاب)، بحسب بيان لمكتبه: “ليس هناك تعريف موحّد للإرهاب، وهناك أجندات سياسية تعرّف الإرهاب وفق مزاج كل دولة”، لافتاً إلى أن “العراق استعاد أراضيه من داعش الإرهابي وأعاد وجبات من العوائل العراقية من مخيم الهول السوري الى مناطقها الأصلية وعمل على دمجها بالمجتمع”.
وأضاف أن “قوات سوريا الديمقراطية تسيطر على مخيم الهول السوري من المحيط الخارجي فقط ، لكن من الداخل يتحكم به الإرهابيون، والمخيم يتواجد فيه إرهابيون أجانب من 60 دولة”، مشيراً إلى أن “العراق أعاد 1924 عائلة عراقية من مخيم الهول، بواقع 7556 مواطنا عراقيا، منها 1230 عائلة عراقية عادت إلى مناطقها الأصلية طوعيا، والمتبقي يخضعون للتأهيل في مخيم الجدعة”.
وتابع: “بدأنا بعملية دمج العوائل العائدة بالمجتمع بالتعاون مع الأهالي وفق برامج للتأهيل ، ولم نسجل اي مشاكل أمنية او اجتماعية في مناطق العودة ، ونعمل على إعادة الوجبة 14 طوعيا لبدء العمل بالاندماج المجتمعي معها”.
ولفت إلى أن “هناك 20 ألف عراقي دون سن 18 عاما في مخيم الهول وهم مهيئون ليكونوا قنابل موقوتة في المستقبل، ويجب تجفيف منابع الإرهاب البشرية والمالية والإعلامية بالتعاون مع المجتمع الدولي”، مؤكداً أن “الحكومة العراقية تميّز بين من قام بالإرهاب ومن كان ضحية”.
وشدد على أن “الدبلوماسية يجب ان تكون هي الحل قبل اندلاع الحروب والنزاعات وليس بعدها”، مردفاً بالقول: “لدينا لجنة وطنية لمكافحة التطرف العنيف المؤدي الى الإرهاب تعمل وفق استراتيجية مدروسة وبمهنية عالية”.
وأكد أن “حكومة محمد شياع السوداني تولي أهمية كبيرة للسلم المجتمعي وإعادة التوطين”، لافتاً إلى أن “العراق اكتسب تجربة كبيرة في مواجهة الإرهاب وكيفية التعامل معه ، ونحتاج الى تعاون الدول للاستفادة من التكنولوجيا والأمن السيبراني، لمواجهة الإرهابيين الذين يهددون مؤسسات الدولة”.
ونوه بأن “الإرهاب عابر للحدود، والتعاون فيما بين الدول مطلوب ومهم جدا للقضاء عليه”، مشيراً إلى أن “العراق وقّع 23 مذكرة تفاهم مع الدول في المجال الأمني، لضمان أمن واستقرار المنطقة والعالم”.
وأردف بالقول: “كانت هناك مجاميع مسلحة تقوم بالتعرض للجارة إيران وتم الاتفاق على إبعاد تلك المجاميع وفق اتفاق أمني مع الجارة إيران، وسنعمل على هذه التجربة مع الحكومة التركية ، لإبعاد خطر التهديد عن الجارة تركيا ومنع اي اعمال ارهابية تؤذي دول الجوار ومصالح العراق”.
ونوه بأن “التعاون بين الدول وتبادل الأفكار والمعلومات والاستفادة من خبرات الآخرين تساعدنا كثيرا في المجال الاستخباري والأمني ودفع الخطر عن بلداننا وبلدان المنطقة والعالم”، مؤكداً أن “العراق لديه نوايا حسنة وارادة حقيقية في تطبيق الاتفاقيات الأمنية مع الدول ، وتمكنا من إبلاغ عدد من الدول الصديقة حول وجود إرهابيين ينوون القيام بعمليات إرهابية داخل تلك الدول”.
وأشار إلى أن “التعاون الأمني والاستخباري بين الدول يقلل الكلفة ويختصر الزمن ويحقق نتائج سريعة، لدفع التهديدات الإرهابية المحتملة”، مؤكداً أن “العراق ساعد كثيرا في تقريب وجهات النظر بين الدول، ولدينا تعاون استخباري وأمني مع تركيا وهناك قصص حقيقية هي ثمار لهذا التعاون”.