تستعد إثيوبيا اليوم، الثلاثاء، لافتتاح مشروع سد النهضة الإثيوبي الكبير، الذي يُعد أكبر محطة لتوليد الطاقة الكهرومائية في البلاد، بعد عشر سنوات من بدء العمل فيه. ويهدف السد إلى توليد نحو 6 آلاف ميغاواط من الكهرباء، وهو ما تعتبره أديس أبابا فرصة كبيرة للتنمية.
تضارب المواقف بين إثيوبيا ودولتي المصب
على الرغم من اكتمال بناء السد، لا يزال الجدل محتدماً مع دولتي المصب، مصر والسودان، بسبب عدم التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن ملء وتشغيل السد.
وتعتبر مصر سد النهضة “تهديداً وجودياً” لأمنها المائي، بينما ترى إثيوبيا فيه وسيلة لتحقيق التنمية الاقتصادية وتوفير الكهرباء لملايين الإثيوبيين الذين لا يزالون يعيشون بدونها.
تأكيد إثيوبي على أهمية التفاوض
في تصريح لشبكة الجزيرة، أكد مستشار وزير المياه والطاقة الإثيوبي أن بلاده تسعى إلى تهدئة مخاوف دول الجوار عبر المفاوضات الجادة. في المقابل، تشير وكالة الصحافة الفرنسية إلى أن السد يمثل مصدر فخر واعتزاز نادر في إثيوبيا التي تشهد نزاعات مسلحة في عدة مناطق، مما يعكس الإجماع الوطني حول هذا المشروع.
ونقلت الوكالة عن دبلوماسي غربي في أديس أبابا قوله إن “في إثيوبيا مسألتين فقط موضع توافق: الوصول إلى البحر والسد”، في إشارة إلى الأهمية القصوى للمشروع في الوعي الجمعي للإثيوبيين.
تفاصيل المشروع العملاق
تم إطلاق مشروع سد النهضة في أبريل 2011 بتكلفة تقدر بنحو 4 مليارات دولار. يُعد السد، الذي يبلغ عرضه 1.8 كيلومتر وارتفاعه 145 متراً، أكبر مشروع كهرومائي في القارة الأفريقية، وتبلغ سعته التخزينية 74 مليار متر مكعب من المياه.
في ظل التوترات المستمرة، يبقى مستقبل سد النهضة ونتائج مفاوضاته معلقاً، وهو ما يثير قلقاً كبيراً في المنطقة.
