العربية والعالمية

الولايات المتحدة تستعد لجولة جديدة من احتجاجات الهجرة وسط تصعيد أمني غير مسبوق

كشفت صحيفة نيويورك تايمز أن مدنًا أمريكية عدّة تستعد لموجة جديدة من الاحتجاجات على خلفية سياسات الهجرة الفيدرالية، وذلك بعد أيام من التوترات التي شهدتها شوارع لوس أنجلوس ومدن أخرى، أعقبت مداهمات الترحيل التي نفذتها السلطات الفيدرالية الأسبوع الماضي.

وفي خطوة احترازية، فرض عمدة لوس أنجلوس حظر تجول ليلي وسط المدينة، وهو ما ساهم نسبياً في تهدئة الأوضاع بعد خمسة أيام من الاحتجاجات، التي اتسم بعضها بالعنف. بينما وجّه حاكم ولاية كاليفورنيا، غافين نيوسوم، أصابع الاتهام إلى الرئيس دونالد ترامب، محملاً إدارته مسؤولية التصعيد الأمني والفوضى التي أعقبت قرارات الترحيل الجماعي.

وفي تصعيد لافت، أعلنت القيادة الشمالية للجيش الأمريكي، الأربعاء، عن انضمام 700 جندي من مشاة البحرية إلى قوات الحرس الوطني المنتشرة في مدينة لوس أنجلوس، بهدف “حماية الممتلكات والأفراد الفيدراليين”، بمن فيهم عناصر إنفاذ قوانين الهجرة، وفق ما صرحت به متحدثة عسكرية.

الرئيس ترامب، من جانبه، اعتبر أن تدخله العسكري كان حاسماً في “استعادة النظام” بمدينة لوس أنجلوس. وقال من المكتب البيضاوي: “بفعلي هذا، أوقفت العنف في لوس أنجلوس”، في حين وصف حاكم كاليفورنيا قرار نشر القوات بأنه “إساءة استخدام سافرة للسلطة”، محذرًا من تبعاته على مستقبل الديمقراطية الأمريكية.

وأكد نيوسوم في خطاب متلفز: “قد تكون كاليفورنيا في المقدمة، لكن من الواضح أن الأمر لن ينتهي هنا. ستليها ولايات أخرى. الديمقراطية هي التالية”، في إشارة إلى امتداد رقعة الاحتجاجات وتزايد القلق بشأن استخدام القوة ضد المتظاهرين.

في اليوم الخامس للاحتجاجات، الثلاثاء، امتدت المظاهرات إلى عدد من المدن الكبرى، من بينها شيكاغو، حيث رشق المتظاهرون الشرطة بزجاجات مياه وألحقوا أضرارًا بسياراتها، كما شهدت نيويورك اعتقال العشرات قرب المباني الفيدرالية في مانهاتن. وفي أتلانتا، استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين من على أحد الطرق السريعة.

وبحسب الصحيفة، من المقرر تنظيم مزيد من الاحتجاجات في مدن رئيسية اليوم الأربعاء، تشمل: لاس فيغاس، مينيابوليس، سان أنطونيو، سياتل، ونيويورك، وسط تحضيرات لمظاهرات وطنية واسعة النطاق يوم السبت، ستتزامن مع عرض عسكري غير تقليدي تخطط له إدارة ترامب في العاصمة واشنطن.

في هذا السياق، حذّر الرئيس الأمريكي من أن أي متظاهر “سيُقابل بقوة هائلة”، دون تقديم تفاصيل إضافية، بينما كشفت الصحيفة عن مناقشات جارية داخل البنتاغون حول إمكانية نشر قوات الحرس الوطني أو حتى وحدات من الجيش في مدن أخرى خارج لوس أنجلوس.

وفي خطوة استباقية، أعلن حاكم ولاية تكساس، غريغ أبوت، مساء الثلاثاء، عن نشر قوات الحرس الوطني في عموم الولاية للحفاظ على النظام، ليكون أول حاكم يتخذ مثل هذا القرار منذ بداية الاضطرابات.

وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه البلاد انقسامات حادة بشأن سياسات الهجرة والتعامل الأمني مع الاحتجاجات، وسط تصاعد القلق بشأن استخدام القوة العسكرية ضد المدنيين، وغياب التوافق السياسي على سبل معالجة الأزمة.

Alkhutaa News

وكالة عراقية إخبارية مستقلة شاملة مملوكة إلى «مؤسسة الخطى للثقافة والإعلام» غير التجارية. معتمدة في نقابة الصحفيين العراقيين بالرقم 1933

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى