هددت إيران، يوم الأربعاء، باستهداف القواعد العسكرية الأمريكية المنتشرة في منطقة الشرق الأوسط، في حال اندلاع نزاع مسلح، وذلك تزامناً مع استعدادات لانطلاق جولة جديدة من المباحثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة حول الملف النووي.
وقال وزير الدفاع الإيراني، عزيز ناصر زاده، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام رسمية، إن بلاده “تأمل أن تسفر المفاوضات عن نتائج إيجابية”، لكنه أضاف محذرًا: “إذا فُرض علينا صراع، فستكون خسائر الطرف الآخر أكبر بكثير من خسائرنا”، مشيرًا إلى أن “إيران قادرة على الوصول إلى جميع القواعد الأمريكية في المنطقة، ولن تتردد في استهدافها”.
وأوضح زاده أن “أي مواجهة ستجعل واشنطن مضطرة إلى مغادرة المنطقة”، في إشارة إلى الحضور العسكري الأمريكي الواسع، خاصة في قطر، حيث مقر القيادة الوسطى الأمريكية (سنتكوم).
وتأتي هذه التصريحات التصعيدية في ظل تحضيرات لعقد جولة سادسة من المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن، المقررة يوم الأحد المقبل في العاصمة العُمانية مسقط، بحسب ما أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي.
في المقابل، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في مقابلة مع صحيفة نيويورك بوست، إنه بات “أقل ثقة بإمكانية التوصل إلى اتفاق مع إيران”، متهمًا طهران بـ”المماطلة”، وأكد مجددًا أن الخيار العسكري لا يزال مطروحاً إذا فشلت الدبلوماسية.
وتسعى الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، للتوصل إلى اتفاق نووي جديد مع إيران، يضمن عدم امتلاك طهران للسلاح النووي، مقابل رفع العقوبات الاقتصادية المشددة. بينما تؤكد إيران أن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية فقط.
وفي سياق متصل، كشفت مصادر دبلوماسية أن الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وبريطانيا تقدمت بمشروع قرار ضد إيران أمام مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، على خلفية تخصيبها لليورانيوم بمستويات تصل إلى 60%، وهو ما يتجاوز بكثير الحد المسموح به وفق اتفاق 2015، الذي انسحب منه ترامب في ولايته الأولى.
وتبقى الأنظار متجهة إلى مسقط، حيث تعوّل الأطراف الدولية على وساطة سلطنة عُمان لإعادة إطلاق العملية الدبلوماسية بين طهران وواشنطن، وسط تصعيد ميداني وتوتر إقليمي متزايد.
101 دقيقة واحدة