كتاب الخطى

قمة الهوان.. لأنهم تخلّوا عن الدين.


عدنان عبدالله الجنيد.
يا (إسرائيل) الدخيلة.. اسمعي جَيِّدًا! كُـلّ قمة عاجزة وكلّ اجتماع زائف لن يوقفنا، ولن يثنيَ إرادَةَ اليمن المقاوم! نحن من يفرض قواعد اللعبة، ومن يقرّر الرد، ومن يعيد الكرامة لأمّة تتبع الحق ولا تُباع للمال أَو المناصب!
شهادةُ الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي -رضوان الله عليه- قبل عشرين عامًا تثبتُ صِدْقَ “طوفان الأقصى”، والعمليات العسكرية اليمنية تصحّح مسار القمة المفروضة.
يا للعجب!
يا لها من مهزلة عربية إسلامية تُسمى قمة في الدوحة! كيف يُجمَع زعماء الأُمَّــة لساعات وساعات، ليخرجوا بالشجب والاستنكار المعتاد، بينما أطفال غزة وشيوخها يساقون إلى الموت تحت قصف كيان الاحتلال؟! كيف تسعد قراراتهم نتنياهو وتشجّعه على المزيد من الجرائم؟!
وأية فائدة من إدانة مملة إذَا لم تُنفَّذ أية خطوة عملية؟!
لقد كان شهيد القرآن -رضوان الله عليه- القائد العظيم، يرى المستقبل بحدة النبوغ والبصيرة! كيف استطاع أن يكشفَ نتائجُ قمة الدوحة قبل عشرين عامًا، وتنبَّأ بأن (إسرائيل) ستستغلُّها للهجوم؟ قال سلام ربي عليه:
“الزعماء هؤلاء الكبار، الذين يظهرون عظماءَ أمام شعوبهم ويبدون جبابرة، ألستُ تراهم صغارًا جِـدًّا عند اجتماعهم في مؤتمرات القمة؟ ترى الآخرين يصغِّرونهم ويحتقرونهم: رئيس أمريكا، أي مسؤول في بريطانيا أَو فرنسا، ورئيس وزراء (إسرائيل)، وعندما يجتمعُ زعماءُ المسلمين في الدوحة، يواصلُ اليهودُ ضربَ الفلسطينيين دونَ توقُّف أَو خوف، ويضربونهم كما ضربوهم، أمس وقبل أمس، بكل برودة أعصاب، لا يفكرون بهؤلاء الذين يجتمعون في الدوحة ولو خمسين زعيمًا!”.
يا للعجب! كلامه الصاعق يفضح زيف القمم ويؤكّـد أن البيانات وحدها لا توقف العدوان، وأن الميدان وحده يفرض الواقع وكرامة الأُمَّــة.
أما المخرجات الفعلية لقمة الدوحة؟! يا لها من فضيحة مذهلة للعروبة والإسلام! الإعلام الصهيوني يعلن بسخرية: “انتهى الاجتماع الطارئ للقادة العرب في الدوحة، دون أية خطوات عملية ضد (إسرائيل)”؛ أي هل هذه القمم إلا مسرحية للذل والانبطاح؟! أيها القادة، ألم تتعلّموا؟
الإدانة وحدَها لا توقف القنابل! لماذا لم تتخذوا قرارًا عمليًّا واحدًا مثل قطع العلاقات أَو فرض عقوبات حقيقية؟! لماذا لم تناقشوا حربًا فعلية لحماية غزة أَو الرد على العدوان على اليمن؟! هنا يظهر الفرق الكبير: اليمن لا تجيد البيانات الفارغة، اليمن تجيد الفعل! عملياتها العسكرية، من صواريخ البحر الأحمر إلى الطائرات المسيرة، ضربت قلب الكيان الصهيوني في مطار اللد، ومطار رامون، وُصُـولًا إلى إيلات والنقب، ولم تكن مُجَـرّد هجمات عسكرية، بل بيان عملي وميداني يفضح عجز القمم ويدحض زيف الإدانة!
يا لها من مقارنةٍ صادمةٍ! بينما القمم تتحدّث في غرف مكيَّفة، اليمن تصنع التاريخ على الأرض! وتتحقّق نبوءاته اليوم بينما تظهر تقارير الأمم المتحدة مئات الجثث تحت الأنقاض، وتؤكّـد منظمات حقوق الإنسان الدولية جرائم حرب إسرائيلية بحق المدنيين. العمليات اليمنية لم تكن مُجَـرّد هجمات عسكرية، بل استراتيجية متكاملة أنهكت الاقتصاد “الإسرائيلي” وأجبرت شركات التأمين العالمية على رفع أسعارها، وأثبتت أن زمن الهيمنة الأحادية قد ولى.
ويجب أن يعلمَ كُـلُّ من يريد فهم مصير الأُمَّــة، أنّ لا منقذَ لها إلا الرجوع إلى الولاية الإلهية والمشروع القرآني، وترك التبعية الغربية التي ورثت الذل والخضوع.
فالتحرّر الحقيقي يبدأ بالالتزام بالمرجعية الإلهية، وبالفعل المقاوم، لا بالحديث الفارغ والانتظار العقيم.
نداء إلى ضمير العالم:
كم من تقريرٍ دولي يجبُ أن يصدر؟ كم من طفل يجب أن يموت؟
إن صمت المجتمع الدولي يشكّل تواطؤًا مع جرائم الحرب الإسرائيلية. ليكتب التاريخ صفحاته هنا: زعماء الأُمَّــة بكفهم، والمقاومة بكفها الآخر؛ السيد عبد الملك الحوثي -يحفظه الله- يعدّل الميزان، والبدر ينير طريق فلسطين. لَبّيكِ يا غزة، فها هي اليمنُ تقف، والحقُّ إلى جانبها، حَيثُ لا يخذلك ربُّك، ولا تخذلُك المقاومة!
إن “طوفانَ الأقصى” يثبت صحة ما قاله الشهيد القائد -رضوان الله عليه-: كُـلّ البيانات والقمم المعلّبة لا تغيّر شيئًا على الأرض، أما القوة الحقيقية فهي في الميدان، وفي الإرادَة التي لا تُقهر!
يا (إسرائيل) الدخيلة.. اسمعي جيدًا! كُـلّ قمة عاجزة وكلّ اجتماع زائف لن يوقفنا، ولن يثنيَ إرادَةَ اليمن المقاوم! نحن من يفرض قواعد اللعبة، ومن يقرّر الرد، ومن يعيد الكرامة لأمّة تتبع الحق ولا تُباع للمال أَو المناصب!
الخاتمة: اليمن اليوم تطبّق فعليًّا ما لم تستطع القممُ العربية والإسلامية تحقيقه: صواريخ انشطارية، طائرات مسيّرة، ضرب أهداف العدوّ بدقّة، والنتائج تظهر على الأرض في البحر الأحمر، مطار اللد، رامون، وُصُـولًا إلى إيلات والنقب!
هنا يظهر الفارق بين الكلام الفارغ والرد العملي، بين القمم المعلّبة والقرار الميداني الذي يفرضه من يملك الإرادَة والشجاعة!
قمة الدوحة مرآةٌ لعجز بعض الحكّام، أما الأُمَّــة فهي باقية على العهد، والقدسُ أمانةٌ لا تُساوم.
من تخلَّى عن الدين لن ينجُ من التاريخ، والمقاومة تصنع الفعل، حَيثُ تتوقف البيانات عاجزة. صنعاء وعملياتها الميدانية تعيد للبوصلة وجهتها: الولاية الإلهية، المشروع القرآني، واليمن صوت الحق الذي لا يُخضعه عجز القمم، ولا تهزمه سياسات الخنوع والهوان! قمة الدوحة لم تكن مُجَـرّد فشل عربي، بل كانت صورة مصغرة عن عجز النظام العالمي. لكن الأمل يأتي من الميدان.. من إرادَة الشعوب.. من صواريخ الحق التي لا تعرف الكلل.. اليمن يكتب بدماء أبنائه وصواريخ إرادته فصلًا جديدًا من تاريخ المقاومة.. فهل تعي القمم القادمة الدرس؟

Alkhutaa News

وكالة عراقية إخبارية مستقلة شاملة مملوكة إلى «مؤسسة الخطى للثقافة والإعلام» غير التجارية. معتمدة في نقابة الصحفيين العراقيين بالرقم 1933

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى