م. عباس فاضل السلطان
جامعة البصرة / كلية الاداب
هكذا يُخلّدُ الإنسانُ.
هكذا يُمجّدُ الإنسانُ.
هكذا تُصْنَعُ الثوراتُ .
هكذا تُدارُ الحضاراتُ.
هكذا تكون ناجحاً .
هكذا تَكونُ رافضاً.
هكذا تَكونُ قائداً.
هكذا تكونُ محبوباً .
هكذا يُرْفضُ الذلُّ .
هكذا يُطبّقُ العَدْلُ .
فلْنَكنْ هكذا …
قد أكونُ مخالفاً للمألوفِ, بقولِ القائلِ: ألا لَيتنا كنّا معكَ وإنْ كنّا معكَ
سَنقدّمُ أفضلَ ممّا قدّمَه أصحابُك ؟
سَنُضحّيْ, مثلما ضحّتْ عائلتُك ؟
سَنَتْرُكُ زِيجاتِنا, ونتقدّمُ قبلَ وهبٍ ؟
سَنَخْجلُ, ونتركُ ألقابَنا العلميّةَ, والوظيفةَ, كخجلِ أبي الفضلِ العبّاسِ ؟
سَتَأخذُ بأيدينا أمّهاتُنا؛ لِندافعَ عنْ أخٍ مِنْ أمٍّ ثانيةٍ كأمِّ البنينَ ؟
سَنتحمّلُ بكاءَ الأطفالِ, لحظةَ انقطاعِ التيّارِ الكهربائيِّ, في واقعِنا كما تحمّلوا هَرَعِهِمْ بحَرْقِ الخِيَامِ ؟
سَتَمْتنعينَ عَنْ وَضْعِ (كريم الأساس), و(خطّ الايلاينر), في حالِ دخولِكِ إلى مجلسِ رئيسِ الوزراءِ يزيدِ بن معاويةَ ؟
هل سَتُخْبِرينَ أمَّكِ: بأنَّ زوجَكِ لم يُوفّرْ لكمْ الطعامَ, والماءَ, أمْ ستَصْبِرِينَ كصَبْرِ أمِّ عبدِ اللهِ الرضيعِ ؟
هل ستَذْهَبين إلى المستشفى الأهليِّ, أمْ ستنتظرينَ سيّديْ زينَ العابدينَ, يُكْمِلُ صلاتَه, وبعدَها يَحْدِيْ بالعيالِ ؟
بعد أنْ ضاقتْ بكَ السُبُلُ, هل جزعْتَ, وذهبتَ لأقربِ بارٍ للخمرِ, أم بدأتَ تُنْشِدُ, و تِتِكَلّمُ حِكَمَاً, مِثْل سيدي الحُسَينِ ؟
هذا كَانُوا …
يا ليتكَ لمْ تكنْ معهم !!! نعم , لأنّكَ ممتلئٌ بالتنعّمِ, و الترافةِ, والراحةِ المفرِطةِ التي لا تَراها !!! .
أقفُ مع نفسي مستفهماً : أ نحن خُلِقْنا لنموتَ ؟ بعدها استذكرُ قولَ أميريْ عليِّ بنِ أبي طالبٍ -ع-
” اِعْملْ لِدُنياك كَأنّكَ تعيشُ أبداً, واِعْملْ لِأخِرَتِك كَأنّك تَموتُ غداً “
هل الكلُّ يتبلورُ تحتَ قبّةِ الشهداءِ, والمصالحِ الخاصّةِ ؟
أفكاري تتخطّى هذه الضوضاءَ, وانتفضُ : لا يُوجدُ شهيدٌ كالحُسينِ – ع –
إلى أنْ أصلَ إلى تلك القناعةِ ; ما بعدَ الحسين بن علي
مَسَلَّةٌ ثقافيّةٌ, تستلهمُ قوانينَها من واقعةِ الطّفِ .