كتاب الخطى

الناشطة صبا المنصوري … عقلية المجتمع مُقيِّدة ومع ذلك أعكس الايجابية دائما

قابلها / عبد العزيز حسين علي

في ظل حاجة المجتمع إلى زيادة النشاط الحكومي والمدني في المجالات الإنسانية والثقافية والتنموية العامة تبرز لنا شخصيات طموحة تسعى إلى تطوير هذا الاتجاه من خلال التطوع والعمل المدني لا سيما ضمن فئة الإناث على الرغم من التحديات والصعاب التي تواجه هذه الشريحة الأمر الذي يعكس لنا نمو دور المرأة في رسم اللوحة المطلوبة لمشهد المجتمع اليوم ، لذا نحاول أن نسلط الضوء من خلال هذا الحوار على جانب من حياة إحدى الشخصيات التي تمتلك رؤية ونشاط في العمل الإنساني والتطوعي بمدينة البصرة هي (الست صبا جعفر المنصوري) فأهلا وسهلا بها      

س / بعد التحية والسلام .. نود أن تتحدثين حول البطاقة تعريفية الخاصة بكِ واهم المعلومات التي من الممكن أن نتعرف عليها ؟

صبا جعفر عباس المنصوري ، تولد البصرة عام 1994 تخرجت في جامعة البصرة وحصلت على شهادة بكالوريوس تربية قسم الرياضيات واعمل حاليا مدرسة لهذه المادة في إعدادية الميقات للبنات وناشطة مدنية في مجال الإغاثة الإنسانية ومدربة تنمية ، امتاز بطيبة القلب مع جانب من العصبية لكني أحب الحياة والسلام بشكل كبير واعكس الطاقة الايجابية في كل مكان أتواجد فيه  و أحاول أن لا اظهر أي سلبية .

س / كيف كانت تطلعاتك في مرحلة الطفولة وما هي المؤثرات او المواقف التي ساهمت في تكوين شخصيتك؟

الجوّ العائلي الذي ترعرعت فيه له اثر كبير في تكوين شخصيتي كوني انتمي إلى عائلة متماسكة وداعمة لأبنائها وترغب أن تراهم في مراتب علمية مرموقة مع سعيهم الدائم لزيادة الثقة في نفوس الأبناء منذ الصغر كي تستمر معهم هذه الميزة طوال حياتهم .

س / حدثينا عن اتجاهك للنشاط المدني والعمل التطوعي و كيف تشكلت بداياتك في هذا المجال؟

منذ الصغر كنت أشفق كثيرا على الفقراء و العوائل المتعففة وأفكر دائما حول كيفية تقديم المساعدة لهؤلاء والتخفيف من معاناتهم كان هذا الأمر يعني لي الكثير؛ فضلا عن دور العائلة في زرع الرحمة والمحبة في نفوس الأطفال أما حول بداياتي في هذا المجال  ففي يوم من الأيام كنت أتابع إحدى صفحات التواصل الاجتماعي وبالصدفة شاهدت إحدى الأفلام لفريق تطوعي معني بالإغاثة الإنسانية فقررت الانضمام إليه وبدأ مشواري الفعلي بهذا المجال مع فريق طريق النور.

س / كيف تنظرين إلى العمل التطوعي في العراق هل أنه يؤدي دورا فاعلا أم ما يزال خجولا ولا يفي بالغرض المرجو منه في مساندة وتطوير المجتمع؟

لا نستطيع أن نعمم بان جميع الفرق تعمل بشكل جيد ولا العكس من ذلك ولكن نجد أن البعض مجرد أسماء فرق تطوعية ليس لهم دور على ارض الواقع وبالمقابل هناك فرق تعمل المستحيل من اجل أن تحقق غايتها في تطوير المجتمع .

س / هل لديك فكرة تأسيس منظمة مجتمع مدني خاصة بنشاطك حصرا وما هي أهم المشاريع التي تعملين او تفكرين في تحقيقها؟

نعم ، لدي فكرة أساسية وهدف اعمل على تحقيقه في الوقت القريب إن شاء الله بان أقوم بتأسيس منظمة مجتمع مدني معنية بالإغاثة الإنسانية فضلا عن الثقافة والتوعية العامة وتنفيذ برامج حقيقية ضمن هذه الاتجاهات.

س / أبرز المعوقات التي تواجهك في العمل المدني؟

من أهم المعوقات هو عدم تقبل المجتمع لبعض النشاطات التي تقوم بها المنظمات لا سيما بعض المواضع الحساسة التي تحتاج إلى معالجات حقيقية ؛ لكن رغما عن ذلك أستطيع أنا في الورش ان أتحدث بكل حرية ودون تردد مستندة في ذلك على قدرتي في مجال عملي وشخصيتي المحبة لهذا المجال منذ الصغر.

س / هل كنت تعتقدين أنك في المكان الصحيح؟

نعم ؛ أجدني ألان في المكان الصحيح على الرغم من أن طموحي الخاص بالدراسة كان الدخول إلي كلية الصيدلية ولكن بعد أن مارست مهنة التدريس وتعاملت مع الطلبة الذين أجد فيهم محبة مميزة لدرسي ولشخصية الست صبا مع كمية الفائدة التعليمية والتربوية والتنموية التي أقدمها لهم ومدى شعوري بأهمية ذلك أدركت إني حقا في المكان الصحيح .

س / بوصفك تعملين ضمن الحقل التعليمي و التربوي و ناشطة في نفس الوقت كيف تجدين عناصر العملية التربوية اليوم هل هي مكتملة الأركان من حيث الكوادر و الأبنية المدرسية وحالة الطلبة ؟ لا سيما واننا كثيرا ما نسمع في المجتمع عن تدهور هذا الملف؟

نعم، بعض الكوادر التعليمية للأسف تفتقر إلى روحية التعامل الجيد مع الطلبة ويظهر ذلك من خلال طريقة الشرح السيء و أسلوب وضع الأسئلة  فضلا عن وجود نقص في الملاكات التدريسية الأمر الذي يؤدي إلى تكليف مدرس بتخصص معين بتدريس تخصص آخر ، ومن المشاكل أيضا هو تهالك الأبنية المدرسية وضيق المساحات مع كثرة إعداد الطلبة لدرجة نشعر أحيانا إننا نتواجد في مكان على درجة من الخطورة على سلامتنا البدنية.

س / ما هي الرسالة التي تريدين إيصالها إلى الطلبة أثناء تعاملك معهم في قاعة الدرس وهل تستخدمين أساليب مغايرة لأجل تحقيق ذلك؟

نعم ؛ أتعامل مع الطلبة تعامل خاص ؛ كوني اتبع أسلوب لكسب الطالب قبل شرح المادة من خلال بث الايجابية في قاعة الدرس من ابسط الأشياء كالابتسامة في وجه الطلاب مثلا ؛ فمن غير الممكن أبدا ان نعكس مشاكلنا الشخصية داخل الصف لا سيما وان بعض الطلبة يتخوفون من سؤال الأستاذ اذا وجدوه في حالة مزاجية سيئة فضلا عن عدم استخدام أسلوب التخويف لجبر الطلبة على الدراسة وإنما من خلال الطاقة الايجابية التي تجعل من الطالب يحب الأستاذ والمدرسة .

س / أشياء تحرصين دائما على أن تكون مستمرة في حياتك؟ ما هي؟

من اشد ما احرص عليه ويجعلني في راحة نفسية هو أن يكون أهلي وعائلتي دائما بصحة وعافية مستمرة لاني احمل لهم محبة كبيرة كونهم ساهموا كثيرا في ما أنا عليه اليوم.

س / أكثر الأشياء التي تشعرك بحالة متميزة في العطاء؟

إطراء الأصدقاء والأهل والمعارف عندما يخبروني بحالة الفخر والاعتزاز بي وبما أقدم من نشاط فضلا عن سعادة الناس الذين نقوم بمساعدتهم ودعائهم لي بالخير ، حقا أن ذلك شعور مميز بالعطاء.

س / أهم المواقف التي واجهتك أثناء العمل المدني سواء أكانت إيجابية أم سلبية؟

أكثر المواقف هو عندما قمنا بزيارة إحدى العوائل التي ليس لها القدرة على شرب الماء البارد بفصل الصيف الحار؛ ولكن تصلنا أحيانا مناشدات زائفة من عوائل يدعون أنهم بحاجة إلى مساعدة ولكن بعد إجراء الكشف نجد أنهم غير مستحقين لها وهناك من هم أحق منهم بالمساعدة وتقديم العون.

س / أبرز الشخصيات التي أثرت فيكِ؟

كل الأشخاص الذين يحبون عمل الخير ويساعدون الآخرين لوجه الله تعالى دون رياء هو مؤثرون بالنسبة لي ويزرعون في داخلي محبة أكثر للعمل الإنساني.

س / عبارة تحفيزية أو مقولة تحبيها كثيرا؟

(من جد وجد ومن زرع حصد) فلا بد لكل إنسان أن يجني في يوم من الأيام ثمرة عمله واجتهاده من خلال تحقيق الهدف الذي يطمح إلى بلوغه.

س / أهم المبادئ التي تعتقدين أن الناس اليوم هم بأمس الحاجة إلى أن يفهموهما ويعملوا بها؟

الإنسانية ؛ تفتقر العديد من الشعوب اليوم إلى النزعة الإنسانية وهذه مشكلة كبيرة تعاني منها المجتمعات لأنها الأساس الأول في دفع الظلم وانتشال الناس من الألم والمعانات ليعيشوا حياة كريمة طبيعية كالآخرين وهنا أقول لمثل هؤلاء ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.

س / لديك باقة من الورد لمن تهديها؟

اهدي هذه الباقة إلى أمي التي تعبت معنا كثيرا حتى بلغنا هذه المرحلة وما تزال واقفة معنا ومساندة بكل ما تملك من عطاء وصبر ولا شك ان هذا ناتج من فرط حبها لنا حيث أنها ضحت بالكثير من اجلنا لا سيما تركها للوظيفة من اجل أن تتفرغ إلى تربيتنا وتهيئة الظروف الملائمة لإيصالنا إلى مكانة مرموقة.  

س / باقة من الشكر والعرفان لمن تعطيها؟

لكل شخص داعم يقف معي ويؤمن بقدارتي ويمدّ لي يد العون ؛ كما أتقدم لكم بوافر الشكر والتقدير لاختياركم لي و إجراء هذا الحوار وأتمنى لكم كل التوفيق والازدهار .

في الختام لا يسعنا الا أن نتقدم بالشكر الجزيل الى الست صبا المنصوري على ما أدلت به من إشارات حول حياتها وعملها في مجال التعليم والعمل الإنساني راجين لها مزيدا من التقدم والعطاء .

Alkhutaa News

وكالة عراقية إخبارية مستقلة شاملة مملوكة إلى «مؤسسة الخطى للثقافة والإعلام» غير التجارية. معتمدة في نقابة الصحفيين العراقيين بالرقم 1933

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى