بقلم: بلقيس خيري شاكر البرزنجي .
21 يوليو 2025، الساعة 10:00 مساءً.
محافظة السليمانية، أقليم كوردستان العراق.
جميل أن تصبح شخصًا لطيفًا في زمنٍ انتشر فيه حب الذات والحقد والحسد. حضورك لطيفٌ، وكلامك لطيفٌ وله معنىً ووزنًا، وتتأكد أنك إذا نَطقت به لا تؤذي أحدًا من الناس. والأجمل ألا تجبر أحدًا على الجلوس معك.
جميل أن تستمع للشخص الذي يتحدث معك، وتُصغي لحديثه، وتجعله يشعر أنك مهتم لكل حرف ينطقه؛ فهذا لا ينقص من قدرك إذا كنت أفضل منه وجعلته يشعر أنه مثلك. جميل أن تختار عباراتك، وأن تفرح لصديقك، وتبارك له على نجاحه، وتنزع من قلبك الغيظ والغيرة إذا حقق نجاحًا أفضل منك.
فقُدرتك على تحدي نفسك التي تأمرك بالحسد، وتغلبك على نفسك الأمّارة بالسوء، هو نجاح وتحدٍ عظيم بحد ذاته؛ لأنه، كما وصفه النبي محمد صلى الله عليه وسلم، جهاد النفس “بالجهاد الأكبر”. جميل أن تتغلب على مشاعرك السلبية اللئيمة وتختار اللطف؛ فأنت بهذا تثبت أن لك قوة هائلة على مصارعة نفسك الأمّارة بالسوء بتهذيبها وترويضها على فعل الخير كي تساهم في عالم أكثر إيجابية.
جميل أن تحب الناس وتساعدهم، ولا تؤذي أحدًا، وتبتسم دائمًا بوجه من يحبك ويكرهك. عليك أن تصدق أن تحدي نفسك وصقلها من الصفات السيئة والتحلي بالصفات الكريمة يجعل لك حظًا كبيرًا عند الله تعالى وتكون طريقك إلى الجنة.
والتحلي بمكارم الطيب ليس غباءً، بل دليل على معدن الإنسان الذي يملك قلبًا نقيًا من الألماس، وهي التي تظهر الفرق بين الأصل الكريم الرائع من سقط المتاع… كم نحتاج إلى هذا الصنف من الناس في هذا الوقت، الذين لا نجدهم إلا في الحالات النادرة الوجود، كي تعيش البشرية بصفاء وود، ويكون العالم خاليًا من الضغائن والسيئات بهذه القيم النبيلة التي تضيء دروب الحياة وتجعلها أكثر اشراقا.
جميل أن نهب الابتسامة للآخرين. كن لطيفًا، فاللطف ملاذ الكون.
0 103 دقيقة واحدة