بقلم: عمار السامر
شهدت الساحة الإعلامية العراقية في الآونة الأخيرة انتشارًا لظاهرة جديدة باتت تُعرف بـ”العلامي”. هذا المصطلح، الذي قد يبدو غريبًا للبعض، يُطلق على فئة من الأشخاص الذين تسللوا إلى مهنة الصحافة والإعلام دون امتلاكهم لأي خبرة مهنية أو شهادة أكاديمية تؤهلهم لذلك.
يعتمد هؤلاء “العلاميون” بشكل أساسي على شبكات التواصل الاجتماعي كمنصة لبث محتوى سطحي لا يرتقي إلى مستوى المهنية الإعلامية. هدفهم الرئيسي ليس تقديم محتوى مفيد أو هادف، بل هو حصد أكبر عدد ممكن من المشاهدات والتفاعلات.
ومع الأسف، لم تقتصر هذه الظاهرة على منصات التواصل الاجتماعي فحسب، بل امتدت لتصل إلى بعض الفضائيات العراقية، حيث بات يظهر هؤلاء الأشخاص ليأخذوا مساحة واسعة على حساب الإعلاميين الحقيقيين.
لقد أصبحت هذه الظاهرة تمثل تهديدًا حقيقيًا لمستقبل الإعلام العراقي، إذ تساهم في نشر التفاهة وتسطيح الوعي العام، وتُقلل من قيمة الرسالة الإعلامية النبيلة التي يجب أن تكون هادفة ومسؤولة.
إن المسؤولية تقع اليوم على عاتق الجهات المعنية، سواء كانت حكومية أو غير حكومية، للتصدي لهذه الظاهرة. يجب وضع ضوابط ومعايير مهنية واضحة لدخول المجال الإعلامي، وحماية المهنة من الدخلاء الذين لا يسعون إلا لتحقيق مكاسب شخصية سريعة.
الإعلام هو مرآة المجتمع وصوته، ويجب أن يكون في أيدي أمينة تمتلك الكفاءة والمهنية والأخلاق لتقديم محتوى يرتقي بمستوى الوعي العام ويساهم في بناء المجتمع، لا في تدميره.
123 دقيقة واحدة