كتاب الخطى

المرأة بين الاتهام والواقع

بقلم: اكرام المحمدي
في كل مرحلة من الأزمات التي تمر بها المجتمعات يظهر من يسعى إلى إيجاد شماعة يعلق عليها فشله وعجزه وغالباً ما تكون المرأة هي الهدف الأسهل إذ تُحمَّل مسؤولية ما يحدث من خراب وكأنها صاحبة القرار السياسي أو الاقتصادي أو الأمني في البلد

من يتبنى هذا الخطاب لا يريد الاعتراف بحقيقة أن الفساد وسوء الإدارة وانتشار العنف والجريمة كلها نتائج مباشرة لسياسات بشرية فاشلة مارسها أصحاب النفوذ ومع ذلك يُصرّ البعض على حرف الأنظار نحو المرأة بدلاً من مواجهة المسببات الحقيقية

إن العودة إلى التاريخ تكشف لنا أن هذه التهمة قديمة قِدم الثقافة الذكورية ذاتها، إذ اعتادت بعض المجتمعات أن تصوّر النساء كجذر الشرور لتبقى الهيمنة بيد الرجل لكن ما يحدث فعلياً هو أن هذا النوع من الخطاب يعكس هشاشة نفسية وعجزاً عن مواجهة الذات، قبل أن يكون اتهاماً صريحاً للنساء

المجتمع لا ينهض بتهميش نصفه بل ينهض حين يعترف بدور المرأة كعنصر فاعل وشريك حقيقي في البناء أما الاستمرار في ترديد خطابات الوصاية والاتهام فهو لا يعبر إلا عن قصور أخلاقي وانحدار في مستوى الوعي.

Alkhutaa News

وكالة عراقية إخبارية مستقلة شاملة مملوكة إلى «مؤسسة الخطى للثقافة والإعلام» غير التجارية. معتمدة في نقابة الصحفيين العراقيين بالرقم 1933

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى