الخطى/عبد العزيز حسين علي
نظمَ فريق بصمة نقاء بالتعاون مع مركز الغدير للتدريب والتطوير مساء الجمعة ندوة تثقيفية حول اضطراب التوحّد في شارع الفراهيدي للثقافة والكتاب وسط البصرة بحضور عدد من الأسر والمهتمين بهذا المجال.
وتضمنت الندوة محاور عديدة أهمها تعريف ما هية التوحّد من خلال الورقة التي قدمتها الدكتورة سارة الراشد تخصص في علم نفس حيث بيّنت ان هذا المرض عبارة عن اضطراب سلوكي يصيب الإنسان نتيجة لاعتلال في النمو العصبي يؤدي إلى ضعف تواصل الشخص المصاب مع محيطه الاجتماعي فضلا عن ممارسات سلوكية قد تكون مزعجة ناتجة عن فرط الحركة ويسبب هذا الاضطراب أيضا إلى تأخر الصغير في النطق وعدم استقباله للأوامر و الايعازات من قبل الأهل او جنوح الطفل للاعتداء على الآخرين و أوعزت أسباب هذا النوع من الاضطراب إلى مسائل وراثية و أمور تتعلق بالتغذية أثناء فترة حمل الأم فضلا عن انقطاع الطفل عن التواصل نتيجة لاستخدام الأجهزة الالكترونية كما أوضحت أن العمر المتأخر في الزواج سيما بعد الـ40 سنة قد يؤدي إلى إصابة أبنائهم بهذا الاضطراب نتيجة لخلل في الكروموسمات و أضافت الى إمكانية معالجة العديد من الحالات التي يتم اكتشافها منذ البداية من خلال تمارين السلوك والتفاعل ونوع خاص من العناية التي يجب على أهل المريض القيام بها.
وتحدثت الدكتورة هيفاء البدران مديرة مركز الغدير في ورقتها عن ضرورة عرض الطفل قبل كل شي على طبيب مختص في المخ و الأعصاب ( الجملة العصبية) لمعرفة فيما اذا كانت المشكلة تتعلق بمرض عضوي او وظيفي بالخلايا العصبية والتي يتم معالجتها عن طريق العقاقير الطبية بعد ذلك يتم مراجعة مركز التأهيل لغرض إجراء التمارين السلوكية اللازمة ؛ و أشارت إلى إمكانية معرفة المصاب منذ الأشهر الأولى من خلال ردود أفعال الطفل إثناء مداعبته من قبل الأم والتركيز على موضع نظرعينيه فيما اذا كان ينتبه إلى الحركات بشكل طبيعي ام لا ، وناشدت في نهاية كلمتها الحكومة المحلية لغرض إيجاد سبل للتعاون مع المنظمات الدولية المختصة في هذا المجال من اجل وضع خطة حقيقية وفق أعلى المستويات والسعي معهم لتنفيذ برامج تنتشل الأطفال من هذا الشبح الذي بات ينتشر بشكل ملفت و يهدد حياة المجتمع في الحاضر و المستقبل .
فيما أشار الدكتور محمد العبيدي أخصائي التخاطب من جامعة عين شمس أثناء مداخلته إلى أهمية اتخاذ مراكز التأهيل لأسلوب المعالجة الفردية للطفل المصاب قبل ممارسة التمارين الجماعية وذلك حسب نوع الحالة التي يعاني من الطفل مشيرا إلى أهمية التغذية الصحية وأثرها الايجابي في تعافي المصاب سيما عند الابتعاد عن السكريات و الالبنان وطالب في ختام مداخلته الجهات المعنية بإنشاء دار إيواء خاصة للمصابين بطيف التوحد من اجل توفير بيئة ملائمة قد لا تتوفر في منازلهم تساعد في عملية الشفاء التام .
وتجدر الإشارة إلى ان الندوة تمت برعاية مؤسسة انجاز البصرة للتنمية والتطوير الجهة المنظمة لفعاليات الشارع هي تسعى دائما إلى إقامة نشاطات تثقيفية مشابه لتعم الفائدة على مختلف فئات المجتمع.