مال وأعمال

الدولار يسجل أطول سلسلة خسائر شهرية منذ 2020

لم تكن المكاسب التي حققها الدولار الأميركي لبضعة أيام هذا الأسبوع كافية لكبح مسار انخفاضاته الأوسع، في ظل إلقاء انعدام اليقين المرتبط بالتجارة والسياسات الأميركية بظلاله على ثقة المستثمرين.

تراجع مؤشر قوة الدولار بنحو 0.6% خلال مايو، مسجلاً بذلك أطول سلسلة خسائر شهرية في خمسة أعوام. كما ازداد تشاؤم المستثمرين تجاه الدولار، خصوصاً مع تحول اهتمام البعض إلى مشروع قانون أميركي مقترح يستهدف شركات تابعة لدول تُوصف سياساتها الضريبية بأنها “تمييزية”.

كتب إلياس حداد، الخبير الاستراتيجي لدى شركة “براون براذرز هاريمان آند كو” (Brown Brothers Harriman & Co) في مذكرة: “إذا دخل مشروع القانون بصيغته الحالية حيز التنفيذ، فإنه قد يثني المستثمرين الأجانب عن الاستثمار في الأصول الأميركية، في وقت تزداد فيه حاجة الولايات المتحدة لرأس المال الأجنبي لتمويل ديونها المتفاقمة”. وأضاف: “من الواضح أن هذا لا يصب في مصلحة الدولار”.
تصاعد رهانات الهبوط على الدولار

بحسب بيانات “لجنة تداول السلع الآجلة” (Commodity Futures Trading Commission) الصادرة يوم الجمعة، رفعت صناديق التحوط ومديرو الأصول وغيرهم من المتداولين المضاربين رهاناتهم على تراجع الدولار الأميركي إلى 13.3 مليار دولار خلال الأسبوع المنتهي في 27 مايو، مقارنةً بـ12.4 مليار دولار في الأسبوع السابق.

كما أن القلق من أن السياسات التجارية المتقلبة للرئيس الأميركي دونالد ترمب قد تُقوض الاقتصاد يزيد من تراجع الدولار، كما يُضعف جاذبيته كملاذ آمن تقليدي. وتدور معركة قضائية حول مدى قانونية الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها ترمب، رغم إصرار الإدارة الأميركية على استمرارها.

في هذا السياق، اختتم مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري تعاملات يوم الجمعة على ارتفاع طفيف بنسبة 0.1%، عقب صدور تقارير أظهرت تباطؤ إنفاق المستهلكين الأميركيين خلال أبريل، بالتزامن مع انهيار واردات السلع إلى أدنى مستوى لها، مع بدء الشركات في التكيف مع الرسوم الجمركية المرتفعة. وبحسب بيانات جامعة ميشيغان، فقد شهدت ثقة المستهلكين الأميركيين انتعاشاً في أواخر مايو.

من جانبه، أوضح يوسوكي ميايري، استراتيجي العملات الأجنبية لدى “نومورا” (Nomura)، أن البيانات الأخيرة “لا تزال غير كافية لتحفيز مجلس الاحتياطي الفيدرالي على النظر بجدية في خفض أسعار الفائدة”. ولفت إلى أن “التقلبات في حركة الدولار مستمرة، بفعل متابعة السوق للتطورات المتعلقة بالرسوم الجمركية المتبادلة”.

كذلك، اتهم ترمب الصين بانتهاك اتفاق مع الولايات المتحدة لتخفيف الرسوم الجمركية، مما زاد من حدة التوترات بين أكبر اقتصادين في العالم.
عملات الأسواق الناشئة تتراجع

يتجه مؤشر عملات الأسواق الناشئة لتسجيل أول خسارة أسبوعية له منذ منتصف أبريل، في ظل تراجع شهية المخاطرة لدى المستثمرين بعد سلسلة من المكاسب الأخيرة. وقد سجل الراند الجنوب أفريقي انخفاضاً بنسبة 1% أمام الدولار يوم الجمعة.

رغم أن عملات مثل الراند والبيزو المكسيكي ارتفعت بأكثر من 4% مقابل الدولار منذ أن كشف الرئيس الأميركي عن قائمته الشاملة للرسوم الجمركية، بدأ المتداولين في جني الأرباح وسط عودة التوترات المرتبطة بالتجارة العالمية إلى الواجهة.

قال أليخاندرو كوادرادو، رئيس قسم استراتيجية العملات الأجنبية العالمية وأميركا اللاتينية لدى بنك “بانكو بيلباو فيزكايا أرجنتاريا” (Banco Bilbao Vizcaya Argentaria SA) في نيويورك، إن المستثمرين “بدأوا في إعادة تقديم بعض عروض الشراء على الدولار الأميركي” قبيل عطلة نهاية الأسبوع.

وأضاف: “مع اقتراب المواعيد النهائية الجديدة للرسوم الجمركية، قد نشهد ارتفاعاً في مستويات التقلب التي كانت منخفضة جداً، لا سيما في أميركا اللاتينية”.

من جانبه، قال بول ماكيل، الرئيس العالمي لأبحاث العملات لدى “إتش إس بي سي هولدينغز” (HSBC Holdings Plc): “ما نترقبه حالياً هو ما إذا كان تراجع الدولار سيستعيد زخمه مجدداً”. وتابع: “ما الذي قد يقود هذا المسار؟ سيكون الأمر مرتبطاً بشكل أساسي بما يحدث داخل الاقتصاد الأميركي”.

Alkhutaa News

وكالة عراقية إخبارية مستقلة شاملة مملوكة إلى «مؤسسة الخطى للثقافة والإعلام» غير التجارية. معتمدة في نقابة الصحفيين العراقيين بالرقم 1933

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى