أعلنت وزارة الخارجية العراقية، اليوم الاثنين، عن تحرّك دبلوماسي واسع قاده الوزير فؤاد حسين في مدينة إسطنبول، بهدف احتواء التصعيد في المنطقة، على خلفية العدوان الإسرائيلي على إيران. وأشارت الوزارة إلى أن الوزير اقترح خلال الاجتماعات تشكيل لجنة مشتركة مفتوحة العضوية للتواصل بين دول المنطقة، تعمل على خفض التوترات ووقف الهجمات.
وذكرت الوزارة في بيان، أن نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية، فؤاد حسين، شارك في الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية الدول العربية الذي عقد في 20 حزيران الجاري، بناءً على دعوة عراقية رسمية، كما ترأس وفد العراق في الدورة الـ51 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، المنعقدة للفترة من 21 إلى 22 حزيران في إسطنبول.
وأكد الوزير خلال كلمته، بحسب البيان، أن “التصعيد الإسرائيلي يشكل تهديدًا يتجاوز إيران ليطال أمن واستقرار المنطقة بأكملها”، داعيًا إلى تحرك جماعي وطرح مبادرات عربية وإسلامية مشتركة لوقف التدهور، ومجددًا اقتراحه تشكيل لجنة مفتوحة من دول منظمة التعاون الإسلامي لهذا الغرض.
وأدان البيان الختامي للاجتماع العربي الطارئ العدوان الإسرائيلي، داعيًا إلى وقفه فورًا والعودة إلى طاولة الحوار، فيما تبنى الاجتماع مقترح الوزير العراقي بتشكيل لجنة خاصة، وهو ما تم رفعه إلى اجتماع منظمة التعاون الإسلامي الذي أقر المقترح بعد نيل موافقة الدول الأعضاء.
وفي ختام أعمال الدورة الـ51، ندد “إعلان إسطنبول” بسياسات الكيان الإسرائيلي التي تزعزع استقرار المنطقة، وبهجماته على إيران وسوريا ولبنان، واعتبرها انتهاكًا صارخًا للسيادة الوطنية لتلك الدول. كما أُعلن تشكيل اللجنة التي اقترحها العراق، لتعمل على تفعيل الحوار الإقليمي ومنع مزيد من التوتر.
وشهدت الاجتماعات سلسلة لقاءات ثنائية أجراها الوزير حسين، شملت نظيره التركي هاكان فيدان، حيث بحث الجانبان ملفي الإطلاقات المائية والنفط، بالإضافة إلى التصعيد الإقليمي، وطلب الوزير من الجانب التركي زيادة الإطلاقات المائية إلى العراق واستئناف تصدير النفط عبر ميناء جيهان، وهو ما وعد فيدان بمتابعته.
كما عقد الوزير لقاءين مع نظيره الإيراني عباس عراقجي، تناول الأول تداعيات العدوان الإسرائيلي، والثاني استهداف المنشآت النووية الإيرانية، وأكد خلالهما أهمية تفعيل اللجنة المقترحة ضمن منظمة التعاون الإسلامي.
وفي لقاء آخر مع وزير خارجية مصر، بدر عبد العاطي، أشاد الأخير بالمبادرة العراقية لتشكيل لجنة عربية-إسلامية للحوار، فيما ناقش الوزير مع نظيره الأوزبكي بختيار سعيدوف ضرورة إنهاء الحرب واللجوء للحلول السياسية. كما التقى الوزير نظيره السوري أسعد الشيباني لبحث المستجدات في سوريا وسبل تعزيز العلاقات الثنائية.
وأكد وزير الخارجية العراقي، خلال مجمل مشاركاته، أن العراق يتأثر بشكل مباشر بتداعيات الأزمة نظرًا لعلاقاته الجغرافية والتاريخية مع دول الجوار، مشددًا على ضرورة اتخاذ خطوات ملموسة للردع وفتح قنوات حوار لخفض التوتر الإقليمي.
0 0 2 دقائق