في ضربة حاسمة للفساد، أعلن جهاز الأمن الوطني العراقي اليوم عن تفكيك ثلاث شبكات إجرامية متخصصة في الاحتيال على المواطنين بوعود توظيف وهمية. جاءت هذه العمليات النوعية، التي شملت محافظات الديوانية، ديالى، وبابل، بناءً على معلومات استخبارية دقيقة، وأسفرت عن اعتقال ثلاثة متهمين – موظفتين وشخص آخر – وضبط مبالغ مالية ضخمة كانت تُدفع كرشاوى.
جهود جهاز الأمن الوطني تكللت بالنجاح بعد الحصول على الموافقات القضائية اللازمة، حيث نفذت مفارز الجهاز كمائن متزامنة في المحافظات المستهدفة، وتمكنت من ضبط المتهمين متلبسين بالجرم المشهود.
في الديوانية، تم القبض على موظفة في إحدى الوزارات كانت تستغل منصبها الوظيفي لخداع المواطنين بقدرتها على تأمين التعيينات. ضُبطت وهي تتقاضى مبلغ 6.5 مليون دينار عراقي عن كل شخص كـ “رشوة” مقابل هذه الوعود الزائفة. أما في ديالى، فقد ألقت القوات القبض على محتال كان يدّعي امتلاكه القدرة على تأمين وظائف ضمن ملاكات المؤسسات الأمنية، وضُبط أثناء استلامه أموالاً من أحد الضحايا. وفي بابل، استدرجت مفارز الأمن الوطني موظفة تعمل في مديرية التربية، وضُبطت متلبسة بتسلم 750 ألف دينار عراقي من أحد المواطنين، مقابل وعدها الكاذب بإصدار أمر إداري للتعيين.
كشفت التحقيقات عن تنوع كبير في الأساليب التي اتبعتها هذه الشبكات الإجرامية. فقد تراوحت بين استغلال المناصب الوظيفية الفعلية لإيهام الضحايا بالنفوذ، وادعاء الصلات والعلاقات داخل مؤسسات الدولة المختلفة، وصولاً إلى استخدام وثائق وهمية ووعود بإصدار أوامر إدارية مزيفة.
تم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة بحق المتهمين، حيث جرت إحالتهم إلى الجهات القضائية المختصة وفقاً للمادة (307) من قانون العقوبات العراقي، التي تجرم أعمال الرشوة والاحتيال.
يؤكد جهاز الأمن الوطني العراقي عزمه الراسخ على مكافحة الفساد بشتى أشكاله، وحماية المواطنين من محاولات الاستغلال التي تستهدف حاجتهم للعمل. ويشدد الجهاز على مواصلة جهوده الحثيثة لتقديم كل من تسول له نفسه الإضرار بمصالح المجتمع إلى العدالة.
