أعلن رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، إطلاق مبادرة في جميع محافظات العراق، لاحتضان كل الأفكار العلمية والعملية المنتجة وتطويرها ورعايتها، فيما أكد إن رؤية الحكومة تتضمن استثمار كل جسد الدولة.
وقال السوداني في كلمة خلال حفل إطلاق مبادرة ريادة للتنمية والتشغيل، “يعتني برنامجنا الحكومي بالرؤية المستقبلية للبلد، مثلما هو مُكرّس لإيجاد الحلول للمشاكل الراهنة”، لافتا الى إن “حكومتنا ماضية في اعتماد وتنفيذ خطة ستراتيجية تنموية طويلة الأمد، تهدف إلى تقديم كل ما هو ضروري لتأمين حياة لائقة لجميع العراقيين”.
وأضاف، أن “التغيرات والتحدّيات الهائلة تتطلب تغيير الطرق والأساليب المتّبعة لمواجهتها، مع الحفاظ على القيم والمبادئ الأصيلة لمجتمعنا”، مؤكدا “هنا تبرز قضية (ثقافة الريادة)، التي تستحق الاهتمام والعمل عليها، لخلق مجتمع يتمسّك بالعِلم والعمل، من خلال التشغيل المواكِب للتطوّرات التكنولوجية، على أن تكون فئة الشباب هي الفاعل الأساس في كل هذا.”
وأشار الى إن “رؤيتنا تتضمن استثمار كل جسد الدولة، وكل المنظومات الحكومية، والمراكز المؤسساتية، في جميع محافظات العراق. وفي مقدّمة هذه المؤسسات، وزارات؛ التعليم العالي، والتربية، والعمل والشؤون الاجتماعية، والشباب والرياضة”، مضيفا، “نحن أمام توجه عام لخلق ريادةٍ مجتمعية، من خلال التشغيل الذاتي وبناء فُرص العمل اللائقة والضرورية”.
وتابع، “نسعى إلى تطوير منظومات التعليم التقني والتدريب المهني والكوادر التربوية والطلبة على حد سواء”، مبينا انه “بالتعاون مع الأصدقاء والاستفادة من التجارب الدولية التي تتناسب مع ثقافة المنظومة العراقية، عمدنا إلى إعداد مبادرة تنموية مهمة تبدأ محطاتها بتطبيقٍ إلكتروني وتدريب وتمويل ومتابعة”.
ومضى بالقول، “أشكر كل الأطراف الوطنية الداعمة للمبادرة، وشركاءنا الدوليين، وبالخصوص أصدقاءنا في مملكة النرويج وسفارتها في العراق على دعمها التجربة النرويجية التي صنعت لنا أساساً لبرنامج عراقي ناجح، شُكرنا لأعضاء فريق المبادرة وجميع العاملين فيها من إدارات عليا وإشراف ومدربين ومتابعين.”
وتابع، “اليوم نعلن إطلاق مبادرة في جميع محافظات العراق، في الجامعات والكليات التقنية والمعاهد الفنية والإعداديات المهنية ومراكز التدريب المهني ومراكز الشباب وحاضنات الأعمال، للأعمار بين 16-50 عاماً، أي أينما وجد الشباب، لاحتضان كل الأفكار العلمية والعملية المنتجة وتطويرها ورعايتها”.
وبين، “سنعمل بمحورين: المحور الأول: هو أن نبدأ بالإمكانيات والكفاءات المتاحة للتدريب في السنة الأولى وصولاً إلى مايقارب 100 ألف مشارك، نساءً ورجالا. وكما يلي: (في 20 منتدى للشباب من أصل 50)، وفي ( 34 مركز تدريب مهني) وفي (15 حاضنة أعمال ) وفي (54 إعدادية مهنية من أصل 334) وفي (75 شعبة تأهيل وتوظيف جامعي من أصل 383)، مؤكدا “نعدكم بالوصول إلى أبعد عراقي يحاول البحث عن فرصة حقيقية ولائقة”.
ولفت الى ان “المحور الثاني هو تأهيل أكثر من ألف (قائد تدريب) في الجامعات والإعداديات المهنية لجعلها مكاناً للريادة، وستتضاعف الأعداد في السنين القادمة، ولن ندّخر جهداً لتحقيق ذلك”، مبينا انه “سنحاول جعل مقاعد الدراسة في العراق هي الحل والطريق نحو ريادة مجتمع”.
واوضح، “سندعم ذلك بقرارات وعمل من أجل توفير المدن الخدمية والصناعية لإتاحة الفرصة لكل الشباب المنتج والمبدع والمبتكر لتحقيق حلمه على وطنه العراق، عبر التكنولوجيا والتنظيم العالي، وتطبيق التسجيل الإلكتروني”، لافتا الى انه وجه المحافظين لإنجاز المدن الصناعية، لتكون مهيئة لمشاريع الشباب.
ومضى بالقول، “سنتمكن من وضع طلبتنا وشبابنا على الطريق الصحيح، عبر احتضان أفكارهم وتحويلها إلى خطط منتجة، والحصول على فرصة تدريبية فكرية واقتصادية”.