اتهمت إيران، يوم الأحد، الدول الأوروبية الثلاث (الترويكا) والولايات المتحدة بمحاولة استغلال آلية تسوية النزاعات في الاتفاق النووي، معتبرة تفعيل “آلية الزناد” خطوة غير قانونية تفتقر إلى الأسس المنطقية والأخلاقية، وفق ما جاء في رسائل رسمية من وزارة الخارجية الإيرانية وتصريحات لمسؤولين بارزين.
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن، إن إعلان الترويكا تفعيل الآلية “غير قانوني”، مشدداً على أن هذه الدول تقاعست عن تنفيذ التزاماتها في الاتفاق النووي. وحذّر من أن أي محاولة للإضرار بإيران ستُقابل برد مناسب، معتبراً أن استغلال الأمم المتحدة بهذا الشكل يقوض مصداقية المنظمة الدولية.
من جانبها، أكدت وزارة الخارجية الإيرانية أن إحياء القرارات السابقة لا يستند إلى أي أساس قانوني، مشيرة إلى أن برنامج طهران النووي يخضع لرقابة كاملة. وكشفت أن الترويكا الأوروبية شاركت، بشكل مباشر أو غير مباشر، إلى جانب الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، في “العدوان العسكري على منشآت نووية إيرانية” خلال الفترة من 13 إلى 24 تموز 2025.
وشددت الخارجية على أن القيود الواردة في القرار 2231 بشأن البرنامج النووي السلمي ستنتهي بشكل نهائي في 26 تشرين الأول المقبل، مؤكدة في رسالة مشتركة مع روسيا والصين أن أي إعلان أوروبي “مزيف” لا يشكل التزاماً قانونياً على الدول الأعضاء.
وفي السياق، اعتبر رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف أن إصرار الغرب على تفعيل آلية الزناد يهدف إلى نزع القدرات الصاروخية الإيرانية، مؤكداً أن طهران سترد بحزم على أي خطوة ضدها، ولن تعتبر نفسها ملزمة بالامتثال لإجراءات “غير قانونية”، بما فيها تعليق التخصيب.
وتأتي هذه التطورات وسط تصاعد التوتر بين طهران والغرب منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي عام 2018، وعودة العقوبات عليها، في وقت تواصل فيه العواصم الأوروبية وواشنطن التمسك بالمسار الدبلوماسي، بينما يتهم الكيان الصهيوني إيران بالسعي لامتلاك سلاح نووي عقب جولات تصعيد عسكري استهدفت منشآت داخل إيران في يونيو وتموز الماضيين.
