كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن تعثر المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة، مشيرة إلى وصولها لطريق مسدود، وذلك بعد أن تيقنت طهران من أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لن ينفذ أي ضربة عسكرية ضدها.
وبحسب مقال نشرته الصحيفة لكل من ري تاكيه، الباحث البارز في مجلس العلاقات الخارجية الأميركية، وروئيل مارك غيرشت، الضابط السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA)، فإن ترامب يسعى لتصوير هذا الوضع كنوع من النصر، ويكتفي بالحفاظ على الوضع الراهن الذي تتجنب فيه طهران إجراء تجربة لسلاح نووي.
وأشار كاتبا المقال إلى أن إدارة ترامب دخلت المفاوضات دون موقف واضح بشأن القضايا الرئيسية، وهو ما أثار دهشة وسرور الطرف الإيراني في البداية. ومع ذلك، لم يدم هذا السرور طويلاً، حيث أعلن ستيف ويتكوف، أحد كبار المفاوضين، إلى جانب ماركو روبيو، وزير الخارجية، بشكل علني أن تخصيب اليورانيوم في إيران غير مقبول. على الرغم من ذلك، لم يوقف المرشد الإيراني علي خامنئي المفاوضات، مما يشير إلى أنه يأمل أن يغير ترامب رأيه أو يوافق على اتفاق مؤقت يسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم على أراضيها.
وحذرا من أن “مناورات طهران الدبلوماسية وتكتيكات المماطلة” مستمرة، وأنه إذا سئم ترامب من هذه العملية، فقد يعطي الضوء الأخضر لإسرائيل لاستهداف البنية التحتية النووية والمنشآت الصاروخية الإيرانية. لكنهما أكدا أن هذا الخيار ليس جذابًا لترامب لأنه يتطلب دعمًا عسكريًا أمريكيًا.
وأكد المقال أن الخيار الأكثر تفضيلاً لترامب هو مواصلة المفاوضات ومنع إسرائيل من القيام بعمل عسكري والعودة إلى سياسة الضغط الأقصى، مضيفين أن ترامب “لا يمانع في تأجيل المشكلات المعقدة إلى المستقبل، وربما يأمل أن تجبر العقوبات وغيرها من الأدوات المتاحة لإدارته إيران على التراجع في نهاية المطاف”.
ومن وجهة نظر كاتبي المقال، من المحتمل أن يدرك ترامب أن الجولة الثانية من سياسة الضغط الأقصى لن يكون لها فرصة كبيرة لوقف تقدم البرنامج النووي الإيراني. وأوضحا أن العقوبات، التي كانت الخيار المفضل لكلا الحزبين السياسيين في واشنطن، أصبحت الآن أصعب بكثير في زيادتها على إيران، حيث تقف الصين علنًا إلى جانب طهران. وشددا على أن العقوبات ليست حلاً فوريًا وتتطلب وقتًا لتكون فعالة، خاصة وأن برنامج الأسلحة النووية الإيراني الآن أكثر تقدمًا من أي وقت مضى.
