بدأت في العاصمة الفرنسية، هذا الأسبوع، محاكمة ثلاثة مسؤولين تنفيذيين سابقين في شركة ألعاب الفيديو العملاقة “يوبيسوفت”، بتهم التحرش الجنسي والمعنوي، في قضية هزت قطاع صناعة الألعاب منذ الكشف عنها قبل أربع سنوات.
وواجه المتهمون الثلاثة، وهم سيرج هاسكويه، توما فرنسوا، وغيوم باتروكس، اتهامات خطيرة تشمل سلوكاً جنسياً غير لائق، اعتداءات معنوية متكررة، ومحاولة اعتداء جنسي في بيئة العمل، وفقاً لتقارير التحقيق المستندة إلى شهادات موظفين سابقين. ويُتوقع أن تُختتم المحاكمة يوم الجمعة المقبل، بعد تأجيلها منذ آذار/مارس الماضي بسبب تأخر تسليم الوثائق القانونية.
وتفجّرت القضية في صيف عام 2020، بعد سلسلة من الشهادات المجهولة على منصة تويتر (إكس حالياً)، أعقبتها تحقيقات صحفية نشرتها “ليبراسيون” و”نوميراما”، كشفت عن ثقافة مؤسسية متساهلة تجاه التحرش داخل مقر الشركة في باريس.
ويُعتبر توما فرنسوا، نائب رئيس قسم تحرير الألعاب سابقاً، المتهم الرئيسي في القضية، إذ يُحاكَم بتهم التحرش الجنسي والمعنوي ومحاولة الاعتداء الجنسي. وأفاد شهود بأنه كان يعرض أفلاماً إباحية داخل مكاتب العمل، ويوجه إهانات علنية متكررة للموظفات، فضلاً عن محاولة تقبيل موظفة بالقوة خلال حفل للشركة، بينما كان زملاء يمسكون بها.
أما سيرج هاسكويه، المدير الإبداعي السابق والرجل الثاني في “يوبيسوفت”، فيواجه اتهامات بطرح أسئلة ذات طبيعة جنسية متطفلة، بالإضافة إلى تصريحات وأفعال وُصفت بالعنصرية، من بينها استفزاز موظفة مسلمة بعد هجمات 2015، ووضع أطعمة تحتوي على لحم الخنزير على مكتبها خلال رمضان.
المدير السابق للعب، غيوم باتروكس، يواجه بدوره اتهامات بالتحرش المعنوي، وهو ما أدى إلى طرده من الشركة.
ورغم تقديم عشرات الشهادات خلال التحقيق، أفاد التقرير بأن “عدداً كبيراً من الشهود تراجعوا عن تقديم شكاوى رسمية خوفاً من عواقب مهنية داخل قطاع الألعاب”.
تسعى هذه المحاكمة إلى تسليط الضوء على ثقافة العمل داخل واحدة من أكبر شركات ألعاب الفيديو في العالم، في لحظة حاسمة من مساءلة مؤسساتية يطالب بها كثيرون في القطاع.
