كشف موقع “أكسيوس” الأمريكي، نقلاً عن مسؤول إيراني رفيع، أن الجمهورية الإسلامية منفتحة على إمكانية إبرام اتفاق نووي جديد مع الولايات المتحدة، يتضمن إنشاء اتحاد إقليمي لتخصيب اليورانيوم مقره داخل الأراضي الإيرانية، شريطة ألا يتضمن نقل أنشطة التخصيب إلى خارج البلاد.
وأكد المسؤول، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، أن طهران منفتحة على “أفكار جديدة”، لكنها تعتبر أن أي مبادرة تقضي بإجراء عمليات التخصيب خارج حدودها “محكومة بالفشل”، مشدداً على تمسك إيران بسيادتها على برامجها النووية السلمية.
وتأتي هذه التصريحات بالتزامن مع جهود دبلوماسية أميركية ودولية تهدف إلى إعادة إحياء الاتفاق النووي الذي انسحبت منه واشنطن في العام 2018، وسط تصاعد الجدل بشأن أنشطة إيران النووية ومخاوف من إمكانية تطوير قدرات عسكرية في هذا المجال.
وفي السياق ذاته، جدّد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، خلال مقابلة مع التلفزيون العُماني بثتها وسائل إعلام رسمية، تأكيد بلاده على حقها “القانوني والمشروع” في تخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية. وقال بزشكيان إن “أي اتفاق نووي مستقبلي يجب أن يكون منسجماً مع القوانين الدولية، ويحترم حق إيران في إجراء أبحاث واستخدام الطاقة النووية لأغراض طبية وزراعية وصناعية”.
وأشار الرئيس الإيراني إلى أن بلاده لا تسعى إلى امتلاك سلاح نووي، مشدداً على أن هذا الموقف ينبع من “عقيدة دينية وعسكرية” راسخة، استناداً إلى فتوى صادرة عن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية.
في المقابل، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في تصريح نشره عبر منصته “تروث سوشال”، أن أي اتفاق مرتقب مع إيران “لن يسمح لها بأي مستوى من تخصيب اليورانيوم”، مؤكداً أن واشنطن ستسعى لفرض حظر كامل على أنشطة التخصيب ضمن إطار الاتفاق.
وتبقى مسألة تخصيب اليورانيوم إحدى أبرز العقبات التي تعيق التوصل إلى تفاهم شامل بين طهران وواشنطن، في ظل تباين الرؤى حول الضمانات المطلوبة، ومستوى الرقابة الدولية، ومستقبل البرنامج النووي الإيراني.
