استخدمت الولايات المتحدة، مساء اليوم، حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي لإسقاط مشروع قرار كان يطالب بـ”وقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار في غزة، تلتزم به جميع الأطراف”، وذلك في خطوة أثارت ردود فعل واسعة داخل المجلس وخارجه.
وتضمن مشروع القرار، الذي حظي بتأييد عدد من الدول الأعضاء، دعوةً واضحة إلى الإفراج الفوري وغير المشروط وبطريقة إنسانية عن جميع المحتجزين من قبل حركة حماس وأطراف أخرى، كما طالب بالرفع الكامل والفوري لجميع القيود المفروضة على دخول وتوزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، بما يتيح وصولها الآمن والواسع، وخاصة عبر قنوات الأمم المتحدة والشركاء الإنسانيين.
كما نص المشروع على ضرورة استعادة جميع الخدمات الأساسية في غزة، وفقًا لأحكام القانون الدولي الإنساني ومبادئ العمل الإنساني الأربعة: الإنسانية، والحياد، والنزاهة، والاستقلال، مؤكدًا على أهمية التزام كافة الأطراف بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وبررت الولايات المتحدة استخدام الفيتو بأن مشروع القرار لا يعكس بصورة كافية الجوانب الأمنية المتعلقة بإسرائيل، ولا يقدم تصورًا عمليًا لتحقيق وقف إطلاق نار مستدام يضمن حماية المدنيين ويؤسس لحل سياسي دائم، حسب ما ذكره ممثلها في المجلس.
وقد عبّر عدد من أعضاء المجلس عن أسفهم لإجهاض المشروع، معتبرين أن وقف إطلاق النار الدائم ضرورة إنسانية عاجلة في ظل تدهور الأوضاع في القطاع، حيث يعاني المدنيون من نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه والكهرباء، واستمرار العمليات العسكرية التي أودت بحياة الآلاف وشردت مئات الآلاف.
ومن المتوقع أن تستمر المشاورات داخل أروقة الأمم المتحدة في محاولة للتوصل إلى توافق دولي بشأن آلية لوقف التصعيد وضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة، وسط تحذيرات أممية من تدهور إضافي في الأوضاع الإنسانية خلال الأيام المقبلة.
