أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الجمعة، أنه أصدر أوامر بنشر غواصتين نوويتين في “المناطق المناسبة”، في خطوة اعتُبرت رداً مباشراً على تصريحات نارية أدلى بها نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف، والتي اعتبرها ترامب “استفزازية للغاية”.
وقال ترامب، في منشور على منصة “تروث سوشال”، إن “بناءً على التصريحات الاستفزازية للغاية التي أدلى بها الرئيس الروسي السابق دميتري مدفيديف، والذي يشغل حالياً منصب نائب رئيس مجلس الأمن القومي في روسيا، فقد أصدرت أوامر بتمركز غواصتين نوويتين في المناطق المناسبة، تحسباً لاحتمال أن تكون هذه التصريحات الطائشة والمثيرة للفتنة أكثر من مجرد كلمات”.
وأضاف الرئيس الأمريكي السابق: “الكلمات مهمة جداً، وقد تؤدي في كثير من الأحيان إلى عواقب غير مقصودة، وآمل ألا تكون هذه إحدى تلك الحالات”.
وكان مدفيديف قد علّق على إنذارات ترامب بشأن الحرب في أوكرانيا قائلاً: “على ترامب أن يتذكر أن روسيا ليست إسرائيل ولا حتى إيران، وكل إنذار جديد يمثل تهديداً وخطوة نحو الحرب. ليس بين روسيا وأوكرانيا، بل مع بلده”، في إشارة مباشرة إلى الولايات المتحدة.
يأتي هذا التوتر في أعقاب تصريحات سابقة لترامب هدد فيها بفرض رسوم جمركية “صارمة” على الشركاء التجاريين لروسيا، إذا لم توافق موسكو على وقف إطلاق النار خلال 50 يوماً، مانحاً مهلة حتى 2 أيلول/سبتمبر المقبل. لكنه عاد لاحقاً، خلال لقائه برئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، ليقلص المهلة إلى “10 أو 12 يوماً”، مبرراً ذلك بخيبة أمله من موقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي “لم يظهر أي استعداد للتسوية”، بحسب تعبيره.
في المقابل، رفض الكرملين ما وصفه بـ”الضغوط”، حيث أكد المتحدث باسمه دميتري بيسكوف أن موسكو غير مستعدة لإبرام أي صفقات تحت الإكراه، لكنها لا تزال مهتمة بالحفاظ على العلاقات مع واشنطن وتأمل في إعادة الزخم لمسار التطبيع المتعثر.
التصعيد الأخير يضيف مزيداً من التوتر إلى العلاقات الروسية-الأمريكية، وسط تجاذبات حادة بشأن ملف الحرب في أوكرانيا، وتزايد الضغوط الدولية على الطرفين للعودة إلى طاولة المفاوضات.
0 دقيقة واحدة