أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن تجاوز عتبة الاحتباس الحراري البالغة 1.5 درجة مئوية بات “أمراً حتمياً”، محذراً من أن الوقت يوشك أن ينفد لإنقاذ الكوكب من أسوأ آثار التغير المناخي.
وجاءت تصريحات غوتيريش خلال كلمة ألقاها في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية بجنيف، حيث أكد أن الجهود الدولية الرامية إلى إبقاء الاحترار العالمي دون مستوى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية “محكوم عليها بالفشل”.
وأوضح أن ما يُعرف بمرحلة “التجاوز” سيدخل العالم في فترة تتراوح بين القصيرة والطويلة من العواقب “المدمرة”، من فيضانات وحرائق وموجات حر غير مسبوقة، مضيفاً أن “الاحتباس الحراري يدفع كوكبنا إلى حافة الهاوية”، مشيراً إلى أن السنوات العشر الماضية كانت الأكثر حرارة منذ بدء التسجيل المناخي.
وحذّر غوتيريش من أن درجة حرارة الأرض مرشحة للارتفاع بمقدار 3 درجات مئوية مقارنة بمستويات ما قبل العصر الصناعي، مؤكداً أن التزامات الدول الحالية لخفض الانبعاثات لا تقترب حتى من تلبية متطلبات هدف 1.5 درجة. إذ إن التعهدات القائمة، التي تغطي نحو 70% من الانبعاثات العالمية، لا تتجاوز خفض الانبعاثات بنسبة 10% بحلول عام 2035، بينما المطلوب علمياً هو خفض بنسبة 60% خلال الفترة نفسها، ما يعني أن الجهود الراهنة لا تمثل سوى سدس المطلوب فعلياً.
ويأتي هذا التحذير في وقت تتصاعد فيه الظواهر المناخية الحادة حول العالم، من تسجيل حرارة قياسية للمحيطات إلى تفشي موجات الحر والفيضانات والحرائق في مناطق لم تكن معتادة عليها.
ودعا غوتيريش الدول إلى تسريع إنشاء أنظمة إنذار مبكر للكوارث، ومكافحة المعلومات المضللة والممارسات التسويقية الزائفة المعروفة بـ”الغسيل الأخضر”، التي تلجأ إليها بعض الشركات لإظهار نفسها كصديقة للبيئة رغم أنشطتها الملوثة.
وتأتي تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة بعد أيام من خطاب للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وصف فيه سياسات الطاقة النظيفة بأنها “أكبر عملية احتيال في التاريخ”، ما يعكس استمرار الانقسام العالمي حول قضية المناخ.