كتاب الخطى

للابتزاز وجوه متعددة والجميع معرّض له

الكاتبة: المهندسة زينة حفيظ الصباغ

برعاية رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، وضمن المبادرة الوطنية لتنمية الشباب، أطلقت منظمة نايا بالتعاون مع المجلس الأعلى للشباب ودائرة المنظمات غير الحكومية حملة توعوية واسعة لمكافحة الابتزاز الإلكتروني، تستهدف النساء والفتيات في مختلف أنحاء البلاد.
وتهدف الحملة إلى رفع الوعي بمخاطر الابتزاز الإلكتروني عبر المنصات الرقمية وتزويد النساء بأساليب فعّالة لحماية أنفسهن من الوقوع ضحايا لهذا النوع من الجرائم.

لقد أصبح الابتزاز الإلكتروني يشمل فئات متنوعة من المجتمع، بدءًا من الأطفال والشباب إلى البالغين وكبار السن. في بعض الحالات، لا تكون الضحية سوى شخص عادي، بينما في حالات أخرى، قد يكون الشخص الذي يتعرض لهذا النوع من الابتزاز شخصية عامة أو مشهورة، مما يزيد من تأثير هذه الظاهرة.

أسباب انتشار الابتزاز الإلكتروني
1. سهولة الوصول إلى المعلومات الشخصية*: مع ظهور الإنترنت، أصبح من السهل جمع المعلومات الشخصية عن الأفراد من خلال مواقع التواصل الاجتماعي. يشارك الناس تفاصيل حياتهم الشخصية بحرية، وهو ما يجعلهم هدفًا مناسبًا للمبتزين.
  
2. الانتشار الواسع للأجهزة الذكية: الهواتف الذكية التي يتم استخدامها بشكل يومي تمنح المبتزين فرصة التقاط صور أو مقاطع فيديو خاصة بالأفراد، وبالتالي يستخدمون هذه المواد في التهديد.

3. غياب الوعي الأمني: لا يمتلك الكثير من الأفراد وعيًا كافيًا حول كيفية حماية معلوماتهم الشخصية على الإنترنت، مما يسهل للمجرمين استغلالهم.

4. غموض الهوية على الإنترنت: يتيح الإنترنت للمجرمين إخفاء هويتهم بسهولة، مما يزيد من صعوبة ملاحقتهم قانونيًا. كما يسهم هذا في تكاثر الجرائم الإلكترونية بشكل عام.

التأثيرات السلبية للابتزاز الإلكتروني

1. تدمير الحياة الشخصية: يمكن أن يؤدي الابتزاز الإلكتروني إلى تدمير سمعة الأفراد والحاق الأذى بهم على الصعيدين الاجتماعي والنفسي. وفي بعض الحالات، قد تصل الأمور إلى اتخاذ الضحية قرارات مأساوية نتيجة الضغط النفسي.

2. الانتهاك للخصوصية: مع الابتزاز الإلكتروني، ينتهك الجاني خصوصية الأفراد ويعرض حياتهم الشخصية للخطر، مما يؤثر سلبًا على شعورهم بالأمان والراحة.

3. أثر على الأمان الاقتصادي: من خلال طلب الأموال من الضحية، قد يضع المبتز ضغطًا اقتصاديًا كبيرًا على الشخص، مما يؤدي إلى تدهور الوضع المالي له.

كيفية مواجهة هذه الظاهرة؟

1. التوعية والوقاية: تعتبر زيادة الوعي حول مخاطر الابتزاز الإلكتروني وسبل الوقاية منه من أهم الخطوات في الحد من هذه الظاهرة. يجب أن يتم توعية الأفراد بخطورة مشاركة المعلومات الشخصية عبر الإنترنت وكيفية حماية بياناتهم.

2. الرقابة التقنية: على شركات التكنولوجيا أن تضع المزيد من القيود على استخدام منصات التواصل الاجتماعي وتطبيقات المراسلة لتجنب تسهيل الابتزاز. بالإضافة إلى ضرورة تطوير أنظمة الحماية من المجرمين الإلكترونيين.

3. القانون والتشريعات: يجب أن تكون هناك قوانين صارمة لمعاقبة المبتزين الإلكترونيين. كما ينبغي أن تتعاون الدول مع بعضها البعض على المستوى الدولي لمكافحة هذه الجريمة العالمية.

4. دعم الضحايا: من الضروري توفير منصات وآليات لدعم الضحايا، بما في ذلك الاستشارات القانونية والنفسية، لمساعدتهم على تجاوز آثار الابتزاز.

وهنا اود ان اكرر أن الابتزاز الإلكتروني هو مشكلة معقدة ومتزايدة، وعلاجها يتطلب تكاتف المجتمع، الحكومات، وشركات التكنولوجيا. إنه ليس مجرد جريمة فردية، بل هو تحدٍ عالمي يتطلب وعيًا جماعيًا وتحركًا منظمًا لحماية الأفراد ومجتمعاتنا من هذا الخطر المتنامي وعلى الرغم من أن الابتزاز الإلكتروني ليس ظاهرة جديدة، إلا أن تطور التكنولوجيا جعل من الضروري على الجميع اتخاذ تدابير لحماية أنفسهم من هذه الجريمة الرقمية.

Alkhutaa News

وكالة عراقية إخبارية مستقلة شاملة مملوكة إلى «مؤسسة الخطى للثقافة والإعلام» غير التجارية. معتمدة في نقابة الصحفيين العراقيين بالرقم 1933

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى