أسرة

قد يدفعه إلى محاولة الانتحار.. كيف تتعامل مع طفلك عندما يتعرض للتنمّر؟

يتعرض معظم الأطفال لمضايقات من قبل أخ أو صديق، ولا تكون تلك المضايقات ضارة عادة عند القيام بها بطريقة مرحة وودية ومتبادلة، ويجد كلا الطفلين الأمر مضحكًا.
ولكن عندما تصبح المضايقة مؤذية وغير لطيفة ومستمرة، فإنها تتخطى الحدود وتتحول إلى تنمّر وتحتاج إلى إيقاف.
يُعرّف المختصون النفسيون التنمر بأنه تعذيب متعمد بطرق جسدية أو لفظية أو نفسية، تتراوح بين الضرب والدفع والشتم والتهديد والسخرية، وربما تصل إلى الابتزاز.
يتنمّر بعض الأطفال عن طريق إهمال زملائه ونشر الشائعات عنهم، ويستخدم بعضهم وسائل التواصل الاجتماعي أو الرسائل الإلكترونية للتهكم على أطفال آخرين أو إيذاء مشاعرهم.
من المهم أن تأخذ التنمّر على محمل الجد وليس على أنه أمر يجب على الأطفال “التخلص منه”، إذ يمكن أن تكون الآثار خطيرة وتؤثر في شعور الأطفال بالأمان وتقدير الذات.
وفي الحالات المتقدمة يساهم التنمّر في حدوث مآس، مثل الانتحار وإطلاق النار في المدارس.

لماذا يتنمّر الأطفال؟

في تقرير نشرته منظمة “كيدز هيلث” الأمريكية، قالت إن الأطفال يتنمرون لمجموعة من الأسباب، أحيانًا لأنهم يحتاجون إلى ضحية -شخص يبدو أضعف من الناحية العاطفية أو الجسدية، أو يبدو مختلفًا بطريقة ما- ليشعروا بأنهم أكثر أهمية أو شعبية أو سيطرة.
وأحيانًا يعذب الأطفال الآخرين لأن هذه هي الطريقة التي عوملوا بها، وقد يعتقدون أن سلوكهم طبيعي لأنهم ينتمون إلى عائلات أو أماكن أخرى يغضب فيها الجميع بانتظام ويصرخون أو ينادون بعضهم بأسماء مسيئة.
ورأت المنظمة أن بعض البرامج التلفزيونية تروج لهذه النزعة، إذ تُطلَق فيها أسماء مزعجة أو مسيئة على الأشخاص، أو يُسخَر منهم بسبب مظهرهم أو افتقارهم إلى الموهبة.

ما هي علامات التنمر؟


إذا لم يخبرك طفلك عن التنمر، أو تظهر عليه كدمات أو إصابات واضحة، فقد يكون من الصعب معرفة ما يحدث له.
لكن هناك علامات تحذيرية قد يلاحظها الآباء حين يتصرف الطفل بشكل مختلف أو يبدو قلقا، أو عندما لا يأكل أو ينام جيدًا، أو لا يفعل الأشياء التي يستمتع بها عادةً، أو يبدو مزاجيًّا، أو يضطرب بسرعة أكثر من المعتاد، كما قد يتجنب الذهاب إلى المدرسة.
ويوصي أطباء المنظمة الوالدين عندما الشكّ في حدوث تنمّر وتردد الطفل في فتح الموضوع، بالبحث عن طرق لإثارة المشكلة، عن طريق مشاهدة برنامج تلفزيوني والسؤال “ما رأيك في هذا؟” أو “ماذا تعتقد أن هذا الشخص يجب أن يفعل؟”.
أخبر أطفالك بأنهم إذا تعرضوا للتنمر أو المضايقة أو شاهدوا ذلك يحدث لشخص آخر، فمن المهم التحدث إلى شخص ما حول هذا الأمر، سواء كنت أنت أو شخصًا بالغًا آخر (مدرس أو مستشار بالمدرسة أو صديق للعائلة).

ما الذي يمكن للوالدين فعله؟

إذا أخبرك طفلك بتعرضه للتنمر، فاستمع إليه بهدوء وقدم له الدعم وأشعِره بالراحة، ويوضح أطباء المنظمة أنه غالبًا ما يتردد الأطفال في إخبار الكبار عن التنمر لأنهم يشعرون بالحرج والخجل من حدوثه، أو لأنهم قلقون من أن والديهم سيصابون بخيبة أمل أو انزعاج أو غضب أو يردّون بقوة.
ويشعر الأطفال أحيانًا بأن التنمّر وقع بسبب خطأ منهم، وبأنهم لو تصرفوا بشكل مختلف لما حدث ذلك، وأحيانًا يكونون خائفين من أنه إذا علم المتنمّر بأنهم تحدثوا عنه فسوف يزداد الأمر سوءًا.
يوصي المختصون النفسيون بأن تمدح طفلك لقيامه بالتصرف الصحيح من خلال التحدث إليك، وأن تذكّره بأنه ليس وحده، وأن الكثير من الناس يتعرضون للتنمر في مرحلة ما.
وفي استطلاعات رأي قامت بها منظمة صحة الطفل، قال معظم الأطفال والمراهقين إن التنمر يحدث في المدرسة، لذلك ينصح المختصون بأن تحيط شخصًا ما في المدرسة (مدير المدرسة، أو ممرضة المدرسة، أو المستشار أو المعلم) علمًا بالأمر، وغالبا ما يتمكن من منع حدوث المزيد من المشكلات.

نصائح للأطفال

ويمكن للوالدين مساعدة الأطفال على تعلم كيفية التعامل مع التنمّر، لكن عليهم تجنّب قول “دافع عن نفسك”، إذ يمكن أن يتصاعد الأمر إلى عنف ومتاعب.
ويوصي المختصون بأن تنصح طفلك بتجنب المتنمّر، وأن يحاول التحكم في غضبه ولا يظهره، ويتطلب الأمر الكثير من التدريب، لكنها مهارة مفيدة.
يجد الأطفال أحيانًا أنه من المفيد ممارسة استراتيجيات “التهدئة” مثل العد حتى 10، أو تدوين كلماتهم الغاضبة، أو أخذ أنفاس عميقة، أو الابتعاد.
وأحيانًا يكون أفضل شيء تفعله هو تعليم الأطفال الحفاظ على هدوء وجوههم حتى يتخلصوا من أي خطر (الابتسام أو الضحك قد يثيران المتنمّر).
أخبر المتنمّر بحزم ووضوح بأن عليه أن يتوقف، ثم ابتعد عنه، ويمكن للمعلمين ومديري المدارس أن يساعدوا على وقف التنمر.

بناء الثقة

ويمكن أن يؤدي التعامل مع التنمر إلى الإضرار بثقة الطفل، وللمساعدة في إعادة بنائه شجع أطفالك على قضاء الوقت مع الأصدقاء الذين لديهم تأثير إيجابي.
ويذكر المختصون أن الصداقات والمشاركة في النوادي أو الرياضة أو غيرها من الأنشطة الممتعة تبني القوة، وشجع أطفالك على إخبارك أيضًا عن المواقف الجيدة في يومهم، واستمع إليها باهتمام. تأكد من أنهم يعرفون أنك تؤمن بهم وأنك ستفعل ما بوسعك لمواجهة أي تنمّر.

Alkhutaa News

وكالة عراقية إخبارية مستقلة شاملة مملوكة إلى «مؤسسة الخطى للثقافة والإعلام» غير التجارية. معتمدة في نقابة الصحفيين العراقيين بالرقم 1933

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى